عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 06:45 PM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الغنيمة الأولى

الحرية الإيجابية



عن أبي هريرة – رضي الله عنه -، عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه قال :

( يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب على كل عقدة ،

عليك ليل طويل فارقد ،فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة،

فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس،

وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
)

[ متفق عليه ] .

الشيطان يقيّدك ، وعن الخير يقعدك ، وفي أسره يحبسك ،

إنه يصدك عن الذكر ويحرمك من عظيم الأجر ،

إذا أردت أن تجيب النداء " حي على الصلاة" ردك بالترغيب في النوم ،

وإذا سمعت المقارنة " الصلاة خير من النوم" صرفك عن الخير بالمزيد من النوم ؛

فإن كنت ذا عزيمة ، وتنبهت وتوضأت وبادرت إلى أداء الصلاة ،

كنت في كل خطوة تحطم قيداً من قيوده ،

وتهزم جنداً من جنوده ، وما تزال مواصلاً تذكر الله فتحل عقدة ،

ثم تمضي مصرّاً على مخالفته فتتوضأ فتنحل الثانية ،

ثم تتابع مقبلاً على الله فتقل قوته وتنفك من أسره فتصبح وقد تحررت من قيده ،

وتغلبت على مكره وكيده .

ذكر القرطبي - رحمه الله - في قوله – صلى الله عليه وسلم - :

( نم عليك ليل طويل فارقد )

أن هذا من كيد الشيطان وتغريره بالإنسان ، وقال :

أنه – أي الشيطان - يخبره عن طول الليل ثم يأمره بالرقاد…

ومقصود الشيطان بذلك تسويفه بالقيام والإلباس عليه ،


وفي قوله : ( يعقد الشيطان… ) نقل ابن حجر :

أنه عقد على الحقيقة كعقد الساحر على من يسحره ،

كما في قوله تعالى : {ومن شر النفاثات في العقد } ثم قال:

وقيل هو على المجاز كأنه شبه فعل الشيطان بالنائم بفعل الساحر بالمسحور ،

فلما كان الساحر يمنع بعقده ذلك تصرف من يحاول عقده كان هذا مثله من الشيطان للنائم…

وقيل العقد كناية عن تثبط الشيطان للنائم بالقول المذكور ،

ومنه عقدت فلاناً عن امرأته أي منعته عنها


[ الفتح 3/25 ] .

وعلى كل فالمراد أن التارك للذكر والطهارة والصلاة واقع تحت تأثير الشيطان ووسواسه ،

بل إن البيضاوي أشار إلى ما يدل على الوقوع تحت سلطان الشيطان حيث قال :

" التقيد بالثلاث إما للتأكيد ، أو لأنه يريد أن يقطعه عن ثلاثة أشياء الذكر والوضوء والصلاة ،

فكأنه منع من كل واحدة منها بعقدة عقدها على رأسه ،

وكان تخصيص القفا بذلك لكونه محل الوهم ومجال تصرفه ،

وهو أطوع القوى للشيطان وأسرعها إجابة لدعوته
"

[ الفتح 3/26]

أي كأنما يتحكم فيه فيقوده ويوجهه بسيطرته وقبضه على قفاه ،

فهل ترضى أن تكون ذلك المأسور المستعبد ؟

أم تكون ذلك القوي المنتصر - بإذن الله - .

إنه انتصار الطاعة على المعصية ، والذكر على الغفلة ،

والعزيمة على الضعف ،

والخير على الشر ، فما أعظمها من غنيمة ،

احرص عليها ولا تفرط .

 

 

   

رد مع اقتباس