عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 06:58 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الغنيمة الثالثة

البشارة النورانية



حديث رواه عن النبي – صلى الله عليه وسلم - ست عشرة صحابياً ،

أسوقه لك من رواية بريدة بن الحصيب رضي الله عنه

عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال :

( بشِّر المشَّائين في الظُلم بالنور التام يوم القيامة ) .

الجزاء من جنس العمل ،

والحق - جل وعلا – يقول : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } ،

وأنت عندما خرجت لصلاة الفجر ، والظلام مازال يلف الكون ،

والدنيا مازالت في الغلس ؛ فإن جزاءك ومكافأتك نور تام يوم القيامة ؛

لأنك أطعت ربك ، وأقبلت على مولاك ،

وطلبت النور لقلبك وروحك ، تأمل معي لفظ الحديث :

( بشر المشائين ) أي من تكرر منه المشي إلى إقامة الجماعة ،

( في الظلم ) أي ظلمة الليل ،

والبشرى هي ( النور التام يوم القيامة ) ؛

لأنهم لما قاسوا مشقة ملازمة المشي في ظلمة الليل إلى الطاعة جوزوا بنور يضيء لهم يوم القيامة ،

وهو النور المضمون لكل مشاء إلى الجماعة في الظلم .

ولماذا وصف النور بالتام ؟

والجواب :

أن أصل النور يعطى لكل من تلفظ بالشهادتين من مؤمن أو منافق لظاهر حرمة الكلمة ،

ثم يقطع نور المنافقين .


وأما تقييده بيوم القيامة فقال الطيبي :

" تقييده بيوم القيامة تلميح إلى قصة المؤمنين وقولهم فيه :

{ ربنا أتمم لنا نورنا } ففيه إيذان أن من انتهز هذه الفرصة -

وهي المشي إليها في الظلم في الدنيا - كان مع النبيين والصديقين في الأخرى

{وحسن أولئك رفيقاً }
" .

[فيض القدير3/201 ]

الله أكبر ، متى يأتيك النور ؟

إنه يقدم لك في موقف عصيب ، وهول رهيب ،

إنه يسطع بين يديك في وقت أحوج ما تكون إليه ،

اقرأ معي قول الله تعالى :

{يوم ترى المؤمنين والمؤمنات نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم

جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم

يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً

فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب
} .

لله ما أعظمها من نعمة يكون لهم النور في ذلك الموقف الهائل الصعب كل على قدر إيمانه ،

ويبشرون عند ذك بأعظم بشارة فيقال :

{بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك الفوز العظيم } .

فالله ما أحلى هذه البشارة بقلوبهم ، وألذها لنفوسهم ،

حيث حصل لهم كل مطلوب محبوب ، ونجوا من كل شر مرهوب .

فإذا رأى المنافقون المؤمنين يمشون بنورهم ،

وهم قد طفئ نورهم وبقوا في الظلمات حائرين ،قالوا للمؤمنين :

{انظرونا نقتبس من نوركم }

أي أمهلونا لننال من نوركم ما نمشي به لننجو من العذاب .

{ قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نوراً } أي إن كان ذلك ممكناً ،

والحال أن ذلك غير ممكن بل هو من المحالات ،

{ فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة }

وهو الذي يلي المؤمنين {وظاهره من قبله العذاب }

وهو الذي يلي المنافقين .

[ تفسير السعدي7/290 ] .

وقد أورد ابن كثير في تفسيره عن ابن أبي حاتم بسنده إلى أبي الدرداء وأبي ذر – رضي الله عنهما -

يخبران عن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال :

( أنا أول من يؤذن له بالسجود يوم القيامة ،

وأول من يؤذن له برفع رأسه فانظر من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي

فأعرف أمتي من بين الأمم
)

فقال له رجل : " يا نبي الله كيف تعرف أمتك من بين الأمم ما بين نوح إلى أمتك؟ "

فقال : ( أعرفهم محجلون من أثر الوضوء ،

ولا يكون لأحد من الأمم غيرهم ،

وأعرفهم يؤتون كتبهم بأيمانهم ،

وأعرفهم بسيماهم في وجوههم ،

وأعرفهم بنورهم يسعى بين أيديهم
) .

صلاة الفجر تؤهلك لتكون من أهل النور في وقت يتخبط فيه الآخرون في الظلمات ،

فما أجزلها من غنيمة،

بادر إليها ولا تتأخر .

 

 

   

رد مع اقتباس