عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 07:53 PM   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الغنيمة الثامنة

الزيادة الفريدة


يقول الله - عز وجل - :

{ للذين أحسنوا الحسنى وزيادة } ،

وقد ورد في تفسير للآية من قول المصطفى – صلى الله عليه وسلم - حيث جاء :

" إنها نعمة ما بعدها من نعمة،

إنه إكرام لمن فاز بالجنان بمزية رؤية الرحمن - سبحانه وتعالى –

{ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } .

إن من ثمار صلاة الفجر الظفر بهذه الرؤية التي هي أعظم من كل أجر ،

وفي ذلك جاء حديث جرير بن عبد الله البجلي – رضي الله عنه – قال :

كنا عند النبي – صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة البدر، فقال :

( إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ، لا تُضامون في رؤيته ؛

فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ، وقبل غروبها فافعلوا
) .

[متفق عليه] .

الله أكبر رؤية الباري جل جلاله ، يوم يأذن بذلك للمؤمنين يوم القيامة،

من أسبابها الميسرة، وأبوابها المشرعة صلاة الفجر ،

والربط في الحديث ظاهر وإليك البيان،

فالمصطفى – صلى الله عليه وسلم - يخبر أن المؤمنين سيرون ربهم ،

ثم يزيد ذلك توكيداً من خلال بيانه أنها رؤية واضحة كاملة كوضوح رؤيتهم للقمر ليلة البدر ،

ويزيد في التوكيد بقوله : ( لا تضامون في رؤيته )

أي لا يلحقكم ضيم ولا مشقة في رؤيته ؛ فإنها تكون سهلة وواضحة ،

وبعد ذلك يحث المؤمنين بالحرص والمبادرة على أداء الصلاة قبل طلوع الشمس - والمراد صلاة الفجر - ،

وكذلك الصلاة قبل غروب الشمس - والمراد صلاة العصر - ،

وقوله : ( إن استطعتم أن لا تغلبوا )

إشارة إلى وجود مثبطات وعوائق تقعد المسلم عن تلك الصلوات ،

فدعاه رسول الهدى – صلى الله عليه وسلم - أن يغالب تلك العوائق وأن لا يسمح لها أن تغلبه ،

ومراد المصطفى – صلى الله عليه وسلم - بذكر هاتين الصلاتين بعد الرؤية ،

الدلالة على أنهما مما يكون سبباً في حصول المؤمن للرؤية واستحقاقه لها .

قال ابن حجر - رحمه الله تعالى - :

" وجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند ذكر الرؤية ،

أن الصلاة أفضل الطاعات ، وقد ثبت لهاتين الصلاتين الفضل بالنسبة إلى غيرهما ،

ذكر من اجتماع الملائكة ورفع الأعمال وغير ذلك

فهما أفضل الصلوات فناسب أن يجاز المحافظ عليهما بأفضل العطايا وهو النظر إلى الله تعالى
" .

تأمل عظمة هذه النعمة فيما رواه مسلم من حديث صهيب الرومي

أن المصطفى – صلى الله عليه وسلم – قال :

( إذا دخل أهل الجنة الجنة ، يقول الله - تبارك وتعالى - : تريدون شيئاً أزيدكم ؟

قالوا : ألم تبيض وجوهنا ؟ ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار ؟

قال: فيكشف الحجاب ،

فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى وجه ربهم تبارك وتعالى
) .

أما تعلم أن من دعاء النبي الكريم – صلى الله عليه وسلم - :

( اللهم إني أسألك برد العيش بعد الموت ،

وأسألك لذة النظر إلى وجهك ،

وأسألك الشوق إلى لقائك في غير ضراء مضرة ولا فتنة مضلة
)

[صحيح ابن حبان] .

 

 

   

رد مع اقتباس