عرض مشاركة واحدة
قديم 11-21-2008, 07:59 PM   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


الغنيمة التاسعة

قيام الليل


قيام الليل عبادة عظيمة كان للمصطفى – صلى الله عليه وسلم -

بها اختصاص مذكور في قوله تعالى :

{ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً }

وسياق الآية مشعر بفضل قيام الليل وعظيم أثره ،

وذلك لربطه بما ذكر بعده من نيل المصطفى – صلى الله عليه وسلم - المقام المحمود ،

وهو مقام الشفاعة يوم القيامة ،

وقيام الليل عمل ذكره الحق - جل وعلا - في أعمال وأوصاف المؤمنين حيث قال :

{ إنما يؤمن يآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لايستكبرون

تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون
} .

وامتدح الله به المتقين عند ذكر أنهم

{ كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون * وبالأسحار هم يستغفرون }

وعده من خلال عباد الرحمن فقال في حقهم :

{ والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً }.

قيام الليل مدرسة الإيمان والتقوى ،

ومنبع التزكية والتطهير، به تحيا القلوب وتزداد إشراقاً ،

وبه تسمو النفوس وتمتلئ أشواقاً ، فيه تذرف العيون دموع الخشية والندامة ،

وتلهج الألسن بدعوات التضرع والإنابة ، وتتمرغ الجباه في سجود الذل والاستكانة .

قيام الليل مظنة إجابة الدعاء

كما قال خاتم الرسل والأنبياء – صلى الله عليه وسلم - :

( إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى

خيراً من أمر الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه ، وذلك في كل ليلة
)

[ رواه مسلم ] .

وهو من أسباب دخول الجنة

كما يبين البشير النذير - عليه الصلاة والسلام -

حين قال :

( أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ،

وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام
)

[رواه الترمذي ] .

وقيام الليل أفضل الصلاة بعد الفريضة بنص حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم - . رواه مسلم .

والآن لعلك تقول كما يقول كثير من الناس- وكلنا ذاك الرجل – :

"لم نعد نقوم الليل، ولا طاقة لنا به ،

ضعفت عنه هممنا ، وقعدت عنه عزائمنا ،

وثقلت عن القيام به أجسادنا ، وشغلتنا عنه أموالنا وأهلونا ،

ومع أنني أدعو نفسي وأدعوك وأدعو كل مسلم أن لا يفوّت قيام الليل ولو ركعتين ؛

فإن في ذلك خير كثير ، وأجر كبير ،

ولكنني مع ذلك أسوق لك غنيمة عظمى من غنائم الفجر ،

إذا أديت صلاة الفجر فكأنما قمت الليل كله ، نعم !

كله لا بعضه ، وليس هذا من عندي ،

بل هي غنيمة جاء بها حديث المصطفى – صلى الله عليه وسلم -

الذي يرويه عثمان بن عفان – رضي الله عنه – ،

عنه - عليه الصلاة والسّلام - أنه قال :

( من صلى العشاء في جماعة ، فكأنما قام نصف الليل ،

ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله
).

[ رواه مسلم ] .

إذن فأنت بذلك تنال غنيمة جديدة أكيدة ،

فتمسك بها ولا تفرّط .

 

 

   

رد مع اقتباس