عرض مشاركة واحدة
قديم 03-14-2008, 12:35 AM   رقم المشاركة : 5

 

أظنّ هذا الشيخ يا شويل لم يقرأ قصيدة كعب بن زهير بل حكم على مقدمتها الغزليّة بأنّها من الغزل العفيف الذي يجب أن يحتذى لمجرد أنّها ألقيت أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ونسي أنّ هذا الشاعر حين ألقى هذه القصيدة أمام الرسول صلّى اله عليه وسلم كان قادما من الجاهليّة إلى الإسلام أي حديث عهد بالإسلام ولذا وصف سعاد وصفا قد لا يتفق مع ما يراه الشيخ ، فقال إنها : مكحولة العينين ، ضامرة البطن ، رقيقة الخاصرة ، كبيرة العجز ، متوسطة الطول ، أسنانها برّاقة ناصعة البياض ، ريقها يشبه طعم الخمرة المختلطة بالماء الصافي :

بـانَتْ سُـعادُ فَـقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ * مُـتَـيَّمٌ إثْـرَها لـم يُـفَدْ مَـكْبولُ
وَمَـا سُـعَادُ غَـداةَ البَيْن إِذْ رَحَلوا * إِلاّ أَغَـنُّ غضيضُ الطَّرْفِ مَكْحُولُ
هَـيْـفاءُ مُـقْبِلَةً عَـجْزاءُ مُـدْبِرَةً * لا يُـشْتَكى قِـصَرٌ مِـنها ولا طُولُ
تجْلُو عَوارِضَ ذي ظَلْمٍ إذا ابْتَسَمَتْ * كـأنَّـهُ مُـنْـهَلٌ بـالرَّاحِ مَـعْلُولُ
شُـجَّتْ بِـذي شَـبَمٍ مِنْ ماءِ مَعْنِيةٍ * صـافٍ بأَبْطَحَ أضْحَى وهْومَشْمولُ
تَـنْفِي الـرِّياحُ القَذَى عَنْهُ وأفْرَطُهُ * مِـنْ صَـوْبِ سـارِيَةٍ بِيضٌ يَعالِيلُ


فهل تعتقد يا صاحبي بعد أن يسمع هذا الشيخ بهذه الأوصاف ستبقى هذه القصيدة في عرفه موضع استدلال واستشهاد لما يجب أن يكون عليه شعر الغزل .
لقد نال كعب بن زهير على هذه القصيدة أعظم جائزة في التاريخ ألا وهي بردة الرسول صلّى الله عليه وسلم .
إن الرسول صلى الله عليه لم يعترض على هذه المقدمة الغزلية لأنّه كان يعلم أنّ كعب حديث عهد بالإسلام وأنّ هذا قانون القصيدة الجاهلية .
وأخيرا أخي العزيز أنا معك ومع هذا الشيخ في أن الغزل الذي يتعرّض لجسد المرأة بالوصف الدقيق أو يستعرض مغامرة غرامية لا يقبله الإسلام ، وأنّ الغزل الذي ورد في قصيدة كعب بن زهير هو كذلك من الغزل الذي يجب الابتعاد عنه والله أعلم .
وأخيرا ما رأيك في هذين البيتين اللذين يقول فيهما كعب :

ما زلت أقتطع البيداء مدرعا جنح الظلام وثوب الليل مسبول
حتى وضعت يميني ما أنازعها في كفّ ذي نقمات قوله القبل

كما أودّ أن أشيد بجهودك النيّرة في المجال الديني وفقك الله .

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد بن قسقس ; 03-14-2008 الساعة 12:39 AM.

   

رد مع اقتباس