عرض مشاركة واحدة
قديم 04-07-2014, 09:33 AM   رقم المشاركة : 229

 


[justify]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد
فقد قدر الله سبحانه وتعالى بظهور تقنية جديدة تسمى الواتساب وأخرى هي الفيس بوك ويقال إن الأدهى منها ما يعرف بالتويتر أعاذنا الله وإياكم من شرورها فقد سرقت منا الكثير من الوقت وتسببت في تراجع محبي هذا المنتدى إلى الوضع الحالي أمام أعينكم ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل
ومن جهة أخرى أنا أتساءل ماهي سبب ( التصنيفة ) التي جعلت من الأخ عبدالحميد يقوم الساعة السادسة وتسع عشرة دقيقة لكي يفتح المنتدى ويستحث أقوام لكي يعيدوا الروح لهذه الصفحة بوجه خاص والمنتدى بشكل عام


واحد من الأخوان : غرم الله ,, ما عاد يتجاوب باعتباره مفكر كبير ماعنده إلا نظريات كلمه ورد غطاها مثل فرويد ,, وجان جاك روسو ,, ونيتشه

والسيد عبد الرحيم يقول : بعد أهبلكم كلمتين لافضيت
لهذاااااااااا ,, وذاااااااااك فقد قررت انقاذ الموقف
فماذا يا ترى لدي
أبشركم قدر الله و ( صنفت معي ) خلال الأسبوعين السابقة كتبت عددا من الصفحات على شكل مذكرات من أول يوم وصلت به لطائف عام 1390 حتى آخر يوم من التقاعد عام 1428


اليوم بعون الله تعالى سأهديكم صفحة واحدة فقط والباقي خلوه معي أنا في حاجته لأيام قريبة إن شاء الله .

هذه واحدة من تلك الصفحات آمل أن تروق لكم :

-----------------------------------------------------------






أول تجربة لدق العود

أثناء زياراتي من القرية التي تعينت بها معلما بعيدا عن الطائف أقوم في نهاية كل شهر تقريبا بزيارة إلى مدينة الطائف وذلك بسبب الوحدة والكآبة التي أعيشها وحيدا في القرية النائية , في إحدى تلك الزيارات قابلت مصادفة أحد الزملاء من معهد المعلمين , وغالبا المقيم يستضيف العابر من أمثالي ويلح عليه بالاستضافة والمبيت , ولما أحسست أن الرغبة لديه كانت جادة ولديه سكن خاص لا يشاركه أحد فأتسبب له بشيء من الحرج , لهذا السبب وافقت خاصة وأن الخيار الآخر بالنسبة لي هو المبيت بالمقهى القذر المسمى ( قهوة المداس ).

وجدت لدي الزميل الذي استضافني : أحمد سرور الزهراني في مسكنه آلة عود فبهرني منظرها وأخذت أتلمسها من قرب غير مصدق أن طالبا قرويا بمستوى معهد معلمين يملك مثل هذه الآله النادرة . لكنني علمت أنها تخص أخيه المعلم الأكبر من أم غير سعودية , فقد كان والده من المهاجرين إلى أسمره وعاش وتزوج هناك ويعرف اللغة الإيطالية . هذا الابن الآخر يطلق عليه لقب ( السمبو ) ويجيد العزف على الآلات الموسيقية .

زميلي أبو السرور جلس وقتا طويلا من الليل يدندن بالعود محاولا أيجاد نغمة مقبولة فلم تفلح محاولاته , وأعتقد أن الأمر له جوانب فنية وتدريبية لابد أن تكون على يد أستاذ يجيد هذا الفن , أما أنا فأمسكت بالعود لأول مرة في حياتي وكنت أتوقع أن الموضوع والدندنة ستكون بمنتهى السهولة التي نشاهدها بالتلفاز , لكن محاولاتي لم تتعدى سوى دندنة مزعجة بعيدة كل البعد عن أي نغم مقبول , لهذا كانت تلك المحاولة الفاشلة أول وأخر محاولة أمسك فيها بآلة عود في حياتي , هذا الموقف يوضح أنه من السهولة بمكان أن يكون الأقران لهم دور في توجه الشاب لمسلك معين , فلو قدر لي أن يكون ذلك الزميل محترفا وكنت قريبا منه ولديه فرقة وزملاء من المؤكد أن أتحول إلى عازف أو عضوا فاعلا في فرقة موسيقية لكن الله سلم والحمد لله على كل تدبير .

من المواقف الإنسانية التي لا أنساها لهذا الزميل أنه في تلك الليلة اتضح لي أنه لا يوجد عنده سوى فراشه الخاص به . وأقسم قائلا : ( علي الطلاق ما يرقد إلا أنت على هذا الفراش ) أما ( أبو الزهر) فقد آثرني على نفسه وفرش ( إحرام عمرة مفرد) على بلاط الغرفة ونام على الإحرام بدون غطاء حتى الصباح , فأي إيثار أكثر من هذا وأنا لا تربطني به أي صداقة أو زمالة معتبرة , مجرد معرفة عابرة كأي طالب من طلاب المعهد , لكن الخالق عز وجل له التدبير والإكرام من قبل ومن بعد , فقد كان لهذا الزميل قدرات فائقة في البناء والتعمير وبيع وشراء العقار استغلها بعد تخرجه مباشرة من معهد المعلمين , فأكرمه الله بواسع من فضله وعطائه بما لا يعد ولا يحصى من الممتلكات العقارية , منها قصره الجميل الذي يتربع على مساحة ثلاثة آلاف متر في أجمل المواقع بمدينة الطائف , وفي هذا المقام أصلي وأسلم على سيدنا محمد وأضيف له بعد قرابة نصف قرن دعوات أخرى بأن يبارك الله له ويزيده من واسع فضله وكرمه .

 

 

   

رد مع اقتباس