العم محمد بن صالح الناصر رحمه الله بلا شك يعتبر إن شاء الله في مقدمة الأعلام بعلمه وسيرته وزهده وآثاره التي لاتزال شاهدة أهمها الوثائق التي كان يكتبها والرجال الذين تعلموا على يديه .. المعلومات عنه والتي طلبها الأخ علي بن جاهمة لا زالت تحتاج إلى تجميع جلها موجودة لدى طلابه الذين تتلمذوا على يديه أصغرهم الآن فوق الثمانين .. وإذا جلست مصادفة مع أحدهم يعطيك نبذه جديدة وسيرة جميلة تختلف عن الآخر .. ولأنه كان زاهدا متفرغا للعبادة في أعلى درجاتها لذا كان أغلب حياته في هذا النهج فهو لا يحرص على الصلاة في وقتها فقط . . بل يحرص على الوصول مبكرا للمسجد ولا يمكن أن يفرط في التأخير عن تكبيرة الإحرام وأكاد أجزم أنه على هذا الحال سنين وعقود طويلة من الزمن لا يفوته شيء من مثل هذه الأعمال .. وبقية الوقت يقضيه في القراءة لأمهات الكتب .. وقد لفت نظري تلك المكتبة الكبيرة التي كان يمتلكها بالخرج .. وهو مع ذلك لديه إلمام كبير بمحتلف العلوم الدينية كالتفسير والحديث والفقه والتوحيد .. حيث قدر لي أن أجلس معه عام 1388 وكنت أسأله عن معلومات دينية - من باب التعرف على معلوماته - ندرسها نحن بمعهد المعلمين فأجد لديه معلومات وافية ..
بالنسبة إلى تاريخ ولادته : المعروف أنه عاش رحمه الله 114 عاما فإذا كانت وفاته عام 1408 فهذا يعني أنه ولد عام 1294 هجرية .. ولا توجد لدي معلومات عن بداية تعليمه في تلك الفترة .. إلا أنه من الممكن أن يكون تعلم بشكل موسع على يد العالم المسمى ( جعاث ) من دار الرمادة علما بأن والده ( صالح ) كان فقيه القرية وإمام العيدين وصلوات الإستسقاء للوادي .. وكذلك جده ( ناصر ) فقيها وشاعرا وحامل راية بني ظبيان - فترة من الزمن - في حروبهم ضد القبائل المجاورة - وهو صاحب المقولات الشعرية التي يستجدي فيها الخالق عز وجل بطلب المطر بعد أن ضاق بهم الحال .. وصاحب أشعار قوية لمنازلة الخصوم في الحروب آنذاك
قضى العم محمد رحمه الله جزء من حياته في القرية معلما لأجيال تأتي من الوادي ومن كافة بني ظبيان في منزلنا القديم بوسط القرية .. وجزء آخر من حياته قضاه في زهران فقيها وإماما لقرية ذيب أعتقد أنه مكث بزهران مدة عشر سنوات .. وأعتقد أيضا أن ضيق ذات اليد هو السبب الذي جعله يتجه إلى زهران في فترة المجاعة التي سادت البلاد والتي تتفق مع قيام الحرب العالمية الثانية من عام 1362 - 1368ذلك أن زهران منطقة غنية بثروتها الزراعية ولكي يتكسب ما يفي بأدنى أحتياجاته .. والجزء الأخير والأطول قضاه في الخرج من المؤكد أنه رافق بن باز وأمثاله من العلماء لكن هذا الموضوع يتحتاج إلى البحث والتأكد حيث أن المعلومات عن حياته بالخرج بالتأكيد موجودة لدى إبنه الفاضل الأخ عبد المحسن وأحفاده الكرام
هذا ما تمكنا أن نكتب عنه على عجالة من الأمر استجابة لنداءآت متكررة سابقة من الأخ علي بن جاهمه باعتبار والدي وأعمامي رحمهم الله أصدقاء لوالده رحمه الله وكأن الأخ علي من باب البر بوالده لديه الرغبه الملحة للتواصل والتعرف على أصدقاء والده فله مني شخصيا ومن بقية الإخوان كافة .. ممن لهم صله كل الشكر للأخ علي .. وفي نفس الوقت نسدي جزيل الشكر لصاحب الموضوع الأخ نائف على ما قدم والله يحفظكم جميعا