عرض مشاركة واحدة
قديم 02-16-2009, 11:23 AM   رقم المشاركة : 1
في انتظار القادم


 


منذ صباح السبت ولا حديث للمجتمع ووسائل الإعلام محليًّا وخارجيًّا

إلاَّ القرارات التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز،

وشملت كثيرًا من المواقع والمجالات الهامة .. كانت هذه الخطوة منتظرة،

لكن لم يتوقع الكثير أنّها ستأتي بهذا الحجم والاتّساع دفعة واحدة،

وذلك ما يعني أن كل شيء كان يتم إعداده بهدوء وأناة لتحقيق أهداف واضحة لدى صاحب القرار،

تمثّل خطوة عملية مهمّة في مشروع الإصلاح الشامل الذي تبنّاه ملك الإصلاح والتحديث،

ومهّد له الطريق بكثير من الإجراءات التي تساعد على تنفيذه..

لا ننكر أن بعضنا أو كثيرًا منّا كان يستعجل مثل هذه الخطوة،

ويعتقد أنها تأخّرت أكثر ممّا يجب،

ولعلّ الدافع لهذا الاستعجال ينبع من الرغبة الحقيقية في استثمار الوقت الذي أصبحنا في سباق مرهق معه،

وذلك ما قد ينسينا أحيانًا حقيقة مهمّة هي أن خطوات التغيير الناجحة لابد أن تستكمل كل احتياجاتها ومتطلباتها،

وإلاَّ جاءت غير ناضجة ومحدودة الجدوى.. وعلى كل حال، فقد جاءنا أول الغيث، وحتمًا هناك ما بعده..

إن استحداث أنظمة وهياكل جديدة في مواقع عديدة وهامة يعكس مصداقية الدولة وجديّتها في تجاوز ما لم يعد مناسبًا للحاضر،

وحرصها على مواكبة مقتضيات العصر، وحاجات المجتمع المتغيّرة، وفق تغيّراته ومستجداته،

وعلى ألاَّ يكون هذا المجتمع في حالة عدم انسجام مع عالم متداخل في كل شيء،

بحيث يصبح من العبث محاولة الانعزال عنه، أو التنصل من اشتراطاته التي تتطلب التحديث المتواصل..

وإذا كانت القرارات قد استحدثت الجديد من الأنظمة،

فإنها لم تغفل عن التذكير بأن بعض الخدمات المقدمة للمواطنين ليست في مستوى ما تحظى به من ميزانيات ضخمة،

لا يمكن معها تبرير أي تراجع في مستوى تلك الخدمات،

وذلك ما كان -ولا يزال - يكرره الملك في خطابه للمسؤولين بأنه

لا عذر لأحد بعد الآن..

إنها خطوة مبهجة،

نتمنى أن نشهد خطوات لاحقة لها في مجالات أخرى،

حتّى تكتمل منظومة التطوير التي يصبو لها المجتمع..

د. حمود أبوطالب





ســهـ نجم ـــيل

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس