الله الله يا أبا صالح لقد أمتعتنا وأسعدتنا بسردك لهذه السِّيرة العطرة وهذه الصّفحة البيضاء الناصعة النَقيّة ! سيرة والدكم الشيخ صالح بن محمّد بن حمدان الفقيه المقحوي رحمه الله رحمة الأبرار ووالدينا أجمعين ؛ وسيرته هذه وما كان عليه مِن خلق رفيع وصفات حميدة وأسلوب حياة فريد لهي أنموذج نادر الوجود في ذلك الزّمان ! ( وقلّما تجد أناساً يتخلّقون بهذه الصِّفات بأجمعها ! وهي أقرب ما تكون مِن سلفنا الصَّالح إبتداءاً مِن صحابة رسول الله رضوان الله عليهم أجمعين ومَن جاء بعدهم من التّابعين وتابعيهم وما تلاهم ) .
وأعود لوالدكم رحمه الله فقد تتبّعت صفاته تلك وقارنتها بأولئك الأخيار فوجدتها متطابقة وقد كانت معرفتي به قليلة ومقابلتي معه نادرة فقد كنت أقابله في بيتكم العامر عندما أذهب إلى قريتكم لأشتري مقاضي من دكان سعيد أبو ريشه رحمه الله ومِن قبله دكان أبو عالي أمرّ على والدتكم رحمها الله بحكم أنّها أخت عمِّي زوج عمَّتي أمّ مسفر الصّاغي والأطفال عموماً لا حرج عليهم مِن دخولهم البيوت في غير قراهم وبالذّات إذا كان هناك شيئاً مِن صلة القرابة أو المعرفة أو الصّداقة وكُنت إذا جئته وهو مستلقي على تلك القعادة يعتدل جالساً - تواضعاً منه رحمه الله - وأسلِّم عليه فيسألني عن والدي وأعمامي وجميع أهل البيت ! ويطلب مِنّي إبلاغ سلامه إلى مَن ذكرت ويشير لوالدتك فتكرمني - وهي فاعلة قبل ذلك - وكأنّما توافقا على ذلك رحمهما الله رحمة الأبرار وجمعكما بهما في دار كرامته .
يا أبا صالح أنت وأبا هشام خير مَن ينقلنا إلى سِيَر أولئك الأعلام إلى الماضي والمشاهير الّذين عاشوا فيه ! فلا تبخلا علينا بسِيَرهم ونحن واثقون بأنكما ستقدِّمان لنا وجبات دسمات في هذا المنحى نستمتع بها ونتذوّق حلاوتها بين الفينة والأخرى وفّقكما الله ورعاكما وكتب أجركما ودمتما في صحّة وسلامة .
وصلّى الله وسلّم وبارك على سيِّدنا محمّد وعلى آله وصحبه ومَن تبعهم بإحسان إلى يوم الدِّين .