عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2014, 02:54 AM   رقم المشاركة : 4

 

رحم الله والدكم وأسكنه فسيح جناته

لا شك أن سيرته العطرة التي أشرت إليها تعتبر مثالا نادرا أهمها الإلتزام بقيم الإسلام السمحة والعرف الإجتماعي المهذب في الاعتقاد والقول والعمل
فلقد جمع رحمه الله بين عدة قيم أهمها القرب من الله سبحانه وتعالى بالعلم الديني والتطبيق العملي كونه إماما وخطيبا هذه الفئة من الناس غالبا ما تكون سمة حياته الخوف من الله ومراقبته في كل سلوك . خاصة وأن عمله هذا تطوعا لله وفي سبيل الله . الأمر الآخر أنه يكسب من قوت يده بعمل يتشابه فيه من النبي ( سليمان ) كما اعتقد كان ( نجارا ) مع أن مهنة النجارة لا تخلو من الجوانب الفنية . فمهنة النجارة تعتمد على الذوق والفن والقياسات الدقيقة
أتذكر بعد عودتنا من الدمام عام 1382 وقيام والدي رحمه الله بالشروع في بناء بيتنا بالقرية أحضر النجار مستور المكرمي واثنين من رفاقه مساندين ,, ولأن النجارة مسألة فنية لهذا فإن صاحب هذه المهنة كان يحظى بتقدير أفضل من بقية العاملين البنائين - من دار الجبل - لا زلت أذكر أن فراش النوم الوثير والأجمل كان من نصيب النجارين أولا .. ربما أن مستور رحمه الله له شخصية مميزة محبوبة ينال احتراما أكثر والله أعلم
مما أشرت إليه مسألة مهمة وهي ( الإيثار ) ( يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) هذه صفة نادرة لا يتحلى بها إلا القليل من البشر .. فغالبا ما يكون الطمع والإستحواذ والأنانية هي السمة الغالبة لدى الكثير من الناس
بتدوين تلك السطور عن والدك يا أبا صالح يتحقق عدة أمور :
أولها عرض نموذج من القدوة الصالحة بكل ما أشرت إليه من صفات في خضم ما نشاهده من تكالب على الدنيا والرغبة الجامحة في تخطي الآخرين والإنانية والطمع .. حلال حرام .. البعض ما يهمهم .. لكن عندما نسمع مثل هذه السيرة الطيبة .. بلا شك تعمل شيء من ( الكنترول ) و ( الضبط الذاتي ) لدى من كان في قلبه شيء من الأنانية والطمع
الأمر الآخر أن هذا الموضوع يعطينا الفرصة لنكسب مزيدا من الأجر إن شاء الله عندما نترحم على مثل هذا النموذج النادر من البشر
ولا ننسى أن الفضل يعود لله ثم لكم .. ولا أخال إلا أن المثوبة والبر بالوالدين سينالكم نصيب منها بقدرة ومشيئة الخالق عز وجل
عندما تشير إلى أن وفاته رحمه الله كانت عام 1380 هجرية فإنني في تلك الفترة برفقة والدي رحمه الله أدرس بالصف الثالث إبتدائي في القطيف نهارا وننام في سككنا بالدمام ليلا ,, لعدم وجود لمبة كهرباء واحدة بالقطيف تلك الأيام .. فالظلام الدامس يغطيها تماما من بعد المغرب . لهذا لم أتشرف بمعرفة والدكم رحمه الله لا من قبل ولا من بعد

مع خالص المودة والتقدير

 

 

   

رد مع اقتباس