عرض مشاركة واحدة
قديم 05-25-2014, 09:07 AM   رقم المشاركة : 5

 

الفقيــــه صــــــالح المقـحـوي
خلق رفيع وعلم غزير
تجاوب الأخ العزيز المربي الفاضل الأستاذ عبد الرزاق بن صالح الفقيه (أبو صالح) مع رغبات بعض محبيه فكتب باختصار شديد عن والده المربي الشيخ صالح بن محمد بن حمدان الفقيه المقحوي على صفحات ساحات وادي وذلك مع الساعات الأولى لفجر يوم السبت 25 رجب 1435هـ... ولي وقفات أستذكر بعضاً منها لكثرتها ودلالة كل وقفة منها:
1. أشكر أخي أبا صالح على ما سطَّرته أنامله وهو يتلفع دثار الحياء والتواضع...
2. الفقيه صالح المقحوي – وإن شئت فقل الفقيه فقط فذلك يكفي – الناس في خارج قريتي يسألون عنه بلقبه الشريف (الفقيه).
3. "الفقيه" اسم لشيخي ومعلمي صالح بن محمد المقحوي... وهو اسم على مسمّى. فقد امتلأ فكره بالفقه والحكمة وعندما أتذكر علمه أردِّد في حقه قوله تعالى ﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة:269) .
4. "الفقيه" في القرية وفي الوادي وفي بني ظبيان بل وفي بلاد غامد وزهران هو: فقيه، وهو وجيه، وهو كريم، وهو عريفة معروف باسمه ولقبه الشريف... وهو ناقد أدبي... وهو ناصح أمين.
5. أحببته لثلاثة أسباب أولها أهم وهو أن "أمي رحمها الله" قالت لي إنّ الفقيه يشبه أباك "أبي رحمه الله" كثيراً وخاصة إذا اعتمر الفقيه جُبَّته (بضم الجيم وتشديد وفتح الباء)، والسبب الثاني أنّ الفقيه – رحمه الله – من كبار ووجهاء أهل القرية؛ أما السبب الثالث فكان ما كنزتُ له في نفسي من خلق المعرفة والأمانة والصدق... حتى إنه كان أول واحد (قبل أمي وقبل دغسان وقبل إخواني) استشرته في أمر زواجي ومشيت على نهج نصائحه لي... فهل كان اندفاعي إليه في أهم وأخطر أمور حياتي هو شعور دفين عندي بأنه في (النصح لي) وريث أبي؟؟ لست أدري!
6. ابن عمي علي دغسان أبو عالي، وقدوتي الشيخ سعيد بن عبد العزيز بن صقر وأستاذي الشيخ سعد بن عبد الله المليص وجميع أهالي قريتي والوادي كانوا يحترمونه ويقدمونه عليهم في الرأي وينادونه: (يا فقيه!) رحمهم الله جميعاً.
7. حاولت جاهداً أن أسمع منه كل يوم، وقد كان يرسل معانٍ كثيرة في ألفاظ قليلة.
8. كان يبتسم ولم أسمعه قط يضحك أو يقهقه.
9. كان ذا فكرٍ وقّاد، وفهم نيِّر. يحب العلماء ويستضيفهم في بيته، يساعد طلاب العلم ويشرح لهم ما يريدون.
10. كان يجلس مع الجماعة في ساحة مسجد العبالة في فترة ما بين المغرب والعشاء كل ليلة تقريباً... وعندما يقترب أذان العشاء يتلفع جبّته من فوق رأسه ويقف فجأة قائلاً: (ودَّعت بكم الله) ويتجه نحو منزله فيداعبه ابن عمي دغسان قائلاً "وين يا خال؟ وين يا فقيه؟!" فيجيب الفقيه: "ودّي آخذ وطية (من وطأ) البيت يا رفيقي!" فنضحك جميعاً داعين له بطول العمر.
11. كان يؤمنا يومياً في الفروض الخمسة ويخطب فينا يوم الجمعة، ويؤم أبناء العبالة والحلة والباردة والمناشلة والمردد والريحان ورحبان والطرفين والقصعة في الأعياد وفي صلاة الاستسقاء.
12. كان يكرمني فيقدمني أحيانا لصلاة الجمعة... وفي مساء ناعس من مساءات القرية خسف القمر واجتمعنا لصلاة الخسوف فقال: "تقدم يا سعيد". وسررت لذلك الأمر.

13. كان شقيقه العم حمدان بن محمد المقحوي (أبو محمد) وابن عمه العم محمد بن غرامة (أبو صالح) وابن عمه الشاعر محمد بن جهاد (أبو أحمد) يقصون ذكريات والفقيه مشارك في بعضها... فكان يستمع بإمعان ويبتسم عند نهاية الذكرى ولا يعلق.
14. خلف ابناه عبد الرازق... وهو مربّ فاضل... وحامل لواء اللغة العربية حامياً لها ومنقباً عن جواهرها؛ وأحمد وهو أيضاً مربّ فاضل يمنح احترامه وتقديره لكل من يعرفه بل ولكل من يقابله في المسجد أو الطريق أو المكتب... بيت عبد الرزاق وبيت أحمد من أوسع بيوت الجماعة للقريب والضيف وابن السبيل وأبناؤهما من خيرة أبنائنا الذين نعتزُّ... وخلَّف بنتاً صالحة هي ربة بيت ناجحة، وأم بارّة... وهي أم عبد الله بن عبد الرحمن بن شويل.
15. الفقيه صالح المقحوي فقدناه، حيث توفاه الله في 29 شعبان عام 1380هـ... وهو من فضلاء القرية والوادي والقبيلة ندعو له بالرحمة والمغفرة كلما ذكرناه في أنفسنا أو سمعنا عنه أو قرأنا عنه شيئاً... رحمه الله رحمة الأبرار.




 

 

   

رد مع اقتباس