عرض مشاركة واحدة
قديم 09-18-2010, 07:06 PM   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
عضو نشط
 
الصورة الرمزية ضحية رجل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
ضحية رجل is on a distinguished road


 


حكمُ المنيَّـةِ فـي البريَّـةِ جـار
مـا هـذه الدُّنيـا بـدار قــرارِ
بينا يُرى الإنسـانُ فيهـا مُخبـراً
حتَّى يُرى خبـراً مـن الأَخبـارِ
طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنـت تريدهـا
صفـواً مـن الأقـذاءِ والأكـدارِ
ومكلِّـفُ الأيَّـامِ ضـدَّ طباعهـا
متطلِّبٌ فـي المـاءِ جَـذوةَ نـارِ
وإذا رجـوتَ المستحيـلَ فإنَّـمـا
تبني الرجاءَ علـى شفيـرٍ هـارِ
فالعيـشُ نـومٌ والمنيَّـةُ يقـظـةٌ
والمـرءُ بينهمـا خيـالٌ ســارِ
فاقْضـوا مآربكـم عِجـالاً إنَّمـا
أعمارُكـم سَفَـرٌ مـن الأسفـارِ
وتراكضوا خيلَ الشبابِ وبـادروا
أن تُسْـتَـرَدَّ فإنَّـهـنَّ عَــوارِ
فالدهر يخدع بالمنـى ويُغِـصَّ إن
هَنَّـا ويهـدم مـا بنـى بـبَـوارِ
ليس الزمانُ وإن حرصتَ مسالمـاً
خُلُقُ الزمـانِ عـداوَةُ الأحـرارِ
إنِّي وُتِـرْتُ بصـارمٍ ذي رَوْنَـقٍ
أعـددتُـه لطـلابـةِ الأوتــارِ
أُثنـي عليـه بأثـرِهِ ولـو أنَّـهُ
لـو يُغْتَبَـط أثنـيـتُ بـالآثـارِ
يا كوكباً ما كـانَ أقصـرَ عمـرَهُ
وكـذا تكـون كواكـبُ الأسحـارِ
وهلالَ أيَّـامٍ مضـى لـم يستـدرْ
بدراً ولـم يُمْهَـلْ لوقـتِ سِـرارِ
عَجِلَ الخُسوفُ عليه قبـل أوانِـهِ
فغطَّـاهُ قبـل مَظِـنَّـةِ الإبــدارِ
واستُـلَّ مـن لأقرانِـهِ ولـداتِـهِ
كالمُقلَـةِ استُلَّـتْ مـن الأشفـارِ
فكـأنَّ قلـبـي قـبـرُهُ وكـأنَّـهُ
فـي طيِّـهِ سِـرٌ مـن الأسـرارِ
إنْ تَحْتَقِرْ صغـراً فـربَّ مُفخَّـمٍ
يبدو ضئيـلَ الشخـص للنُّظَّـارِ
إنَّ الكواكـبَ فـي علـوِّ محلِّهـا
لَتُرى صِغاراً وهي غيـرُ صغـارِ
وَلَدُ المعزَّى بعضُـهُ فـإذا مضـى
بعضُ الفتى فالكـلُّ فـي الآثـارِ
أبكيـهِ ثـمَّ أقـولُ معتـذراً لــهُ
وُفِّقْـتَ حيـنَ تـركـتَ ألأم دارِ
جاورتُ أعدائـي وجـاورَ ربَّـهُ
شتَّـانَ بيـن جـوارهِ وجـواري
أشكو بعادك لي وأنـت بموضـعٍ
لولا الرَّدى لسمعتَ فيـه سِـراري
ما الشرقُ نحو الغرب أبعـدَ شُقَّـةً
من بُعد تلـك الخمسـةِ الأشبـارِ
هيهاتَ قد علِقتكَ أسبـابُ الـرَّدى
وأبـادَ عمـرَك قاصـمُ الأعمـارِ
ولقد جريتَ كمـا جريـتُ لغايـةٍ
فبلغتَهـا وأبـوكَ فـي المِضمـارِ
فإذا نطقـتُ فأنـتَ أوَّلُ مَنطقـي
وإذا سكتُّ فأنـت فـي إضمـاري
أُخفي من البُرَحاءِ ناراً مثـلَ مـا
يُخفي من النـارِ الزنـادُ الـواري
وأُخفِّضُ الزَّفَراتِ وهـي صواعـدٌ
وأُكفكفُ العَبَـراتِ وهـي جَـوارِ
وأكُـفُّ نيـرانَ الأسـر ولربَّمـا
غُلِبَ التصبُّـرُ فارتمـتْ بشَـرارِ
وشهاب زَند الحـزن إن طاوعتـهُ
وارٍ وإن عاصيـتـهُ مـتــوارِ
ثوبُ الرئاءِ يشِـفُّ عمَّـا تحتـهُ
فـإذا التحفـتَ بـهِ فإنَّـكَ عـارِ
قصُرَتْ جفونـي أم تباعـد بينهـا
أمْ صُـوِّرَتْ عينـي بـلا أشفـارِ
جَفَتِ الكرى حتَّى كـأنَّ غِـرارهُ
عند اغتماضِ الطرف حدُّ غِـرارِ
ولوِ استعارتْ رقـدةً لدحـا بهـا
مـا بيـن أجفانـي مـن التيَّـارِ
أُحيي ليالي التِّـمِّ وهـي تُميتُنـي
ويُميتـهـنَّ تبـلُّـجُ الأسـحـارِ
والصبحُ قد غمـرَ النجـومَ كأنَّـهُ
سيلٌ كمـا فطفـا علـى النُـوَّارِ
لو كنتَ تُمنعُ خاض دونـك فتيـةٌ
منَّـا بُحُـرَ عـوامـلٍ وشِـفـارِ
فدَحَوْا فُويقَ الأرضِ أرضاً من دمٍ
ثـمَّ انثنَـوا فبنَـوا سمـاء غُبـارِ
قومٌ إِذا لبسـوا الـدروع حسبتَهـا
سُحُبـاً مُـزَرَّرةً علـى أقـمـارِ
وترى سيـوفَ الدارعيـنَ كأنَّهـا
خُلُـجٌ تُمَـدُّ بهـا أكـفُّ بـحـارِ
لو أشرعوا أيمانهـم مـن طولهـا
طعنوا بها عِوَضَ القنـا الخطَّـارِ
شُوسٌ إِذا عدِموا الوغى انتجعوا لها
فـي كـلِّ آنٍ نُجعَـةَ الأمـطـارِ
جنبوا الجيادَ إلى المطيِّ فراوحـوا
بين السـروج هنـاك والأكـوارِ
وكأنَّهم مـلأوا عِيـابَ دروعهـمْ
وغُمـودَ أنصُلِهـم سـرابَ قفـارِ
وكأنَّمـا صَنَـعُ السوابـغِ غَـرَّهُ
ماءُ الحديـدِ فصـاغَ مـاءَ قَـرارِ
زَرَداً وأحكم كـلَّ مَوْصِـلِ حلقـةٍ
بحَبابـةٍ فـي موضـع المسمـارِ
فتدرَّعـوا بمتـون مـاءٍ راكــدٍ
وتقنَّعـوا بحَبـاب مـاءٍ جــارِ
أُسْـدٌ ولكـن يؤثـرون بزادهـمْ
والأُسـدُ ليـس تديـن بالإيـثـارِ
يتعطَّفونَ علـى المُجـاورِ فيهـمُ
بالمُنْفِسـات تعـطُّـفَ الآظــارِ
يتزيَّنُ النـادي بحُسـن وجوههـمْ
كتـزيُّـنِ الـهـالات بالأقـمـارِ
من كلِّ مَن جعل الظُّبى أنصـارَهُ
وكَرُمْنَ فاستغنى عـنِ الأنصـارِ
والليـثُ إن ساورْتَـهُ لـم يَتِّكِـل
إلاَّ علـى الأنيـابِ والأظـفـارِ
وإذا هو اعتقـل القنـاةَ حسبتَهـا
صِـلاًّ تأبَّطَـهُ هِزَبْـرٌ ضــارِ
زَرَدُ الدِّلاصِ من الطِّعان برمحـهِ
مثل الأساور فـي يـد الإسـوارِ
ويجرُّ ثـمَّ يجـرُّ صعـدَةَ رمحِـهِ
في الجحفـلِ المتضايـقِ الجـرَّارِ
ما بيـن ثـوبٍ بالدمـاء مُضَمَّـخٍ
خَلَـقٍ ونقـعٍ بالطِّـراد مُـثـارِ
والهُونُ في ظِـلِّ الهُوَيْنـا كامـنٌ
وجلالةُ الأخطـارِ فـي الإخطـارِ
تنـدى أسِـرَّةُ وجهـهِ ويميـنـهُ
فـي حالـةِ الإعسـارِ والإيسـارِ
يحوي المعالـيَ خالِبـاً أو غالبـاً
أَبـداً يُـدارى دونهـا ويُــداري
ويمـدُّ نحـو المكرُمـاتِ أنامـلاً
للـرزقِ فـي أثنائهـنَّ مـجـارِ
قد لاحَ في ليل الشبـاب كواكـبٌ
إن أُمهلـتْ آلـتْ إلـى الإسفـارِ
وتلَهُّبُ الأحشـاءِ شيَّـبَ مَفْرقـي
هذا الضياءُ شُـواظُ تلـك النـارِ
شابَ القَذالُ وكلُّ غصـنٍ صائـرٌ
فَينانـهُ الأحـوى إلـى الأزهـارِ
والشبه منجذبٌ فلِمْ بيـضُ الدُّمـى
عن بيـضِ مفرقـهِ ذواتُ نفـارِ
وتوَدُّ لـو جعلـتْ سـوادَ قلوبهـا
وسوادَ أعينها خِضـابَ عِـذاري
لا تنفر الظَّبيـات منـهُ فقـد رأت
كيف اختلافُ النبت في الأطـوارِ
شيئـان ينقشـعـان أوَّلَ وهـلـةٍ
ظلُّ الشبـاب وصُحبـةُ الأشـرارِ
لا حبَّـذا الشيـبُ الوفـيُّ وحبَّـذا
شـرخُ الشبـابِ الخائـنِ الغـدَّارِ
وَطَري من الدُّنيا الشباب ورَوقـهُ
فإذا انقضى فقد انقضتْ أوطـاري
قَصُـرَتْ مسافتُـهُ ومـا حسناتُـهُ
عـنــدي ولا آلاؤُهُ بـقـصـارِ
نزداد همًّـا كلَّمـا ازددنـا غنًـى
فالفقر كـلُّ الفقـرِ فـي الإكثـارِ
ما زاد فوق الزادِ خُلِّـفَ ضائعـاً
فـي حـادثٍ أو وارثٍ أو عـارِ
إنِّي لأرحـم حاسـدِيَّ لحـرِّ مـا
ضمَّت صدورهـمُ مـن الأوغـارِ
نظروا صنيـع الله بـي فعيونُهـمْ
فـي جنَّـةٍ وقلوبهـم فـي نـارِ
لا ذنبَ لي قد رمتُ كتمَ فضائلـي
فكأنَّنـي بَرْقَعْـتُ وجـهَ نـهـارِ
وسترتهـا بتواضعـي فتطلَّـعَـت
أعناقهـا تعلـو علـى الأسـتـارِ
ومـن الرجـال مجاهـلٌ ومعالـمٌ
ومن النجـوم غوامـضٌ ودراري
والناسُ مشتبهـون فـي إيرادهـمْ
وتبايـنُ الأقـوام فـي الإصـدارِ
عَمْري لقد أوطأتُهم طُـرُقَ العُلـى
فعمُوا ولم يطـأوا علـى آثـاري
لو أبصروا بعيونهـم لاستبصـروا
لكنَّهـا عميـتْ عـن الإبـصـارِ
أَلا سعَوا سعيَ الكـرام فأدركـوا
أو سلّـمـوا لمـواقـع الأقــدارِ
ذهبَ التكرُّمُ والوفاءُ مـن الـوَرَى
وتصرَّمـا إلاَّ مــن الأشـعـارِ
وفشتْ جنايات الثقـات وغيرهـمْ
حتَّـى اتَّهمنـا رؤيـةَ الأبصـارِ
ولربَّما اعتضـد الحليـمُ بجاهـلٍ
لا خير في يُمنـى بغيـر يسـارِ




قمة الاحساااس الصاااادق
اسال الله ان يلهمك الصبر اخي حسن
ويرحم ميتكم واموات المسلمين
تقبل مروري

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس