عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2010, 02:05 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

يتعلق الإنسان بالسماء منذ الصغر

تختزن ذاكرته صور كثيرة محببة إلى النفس وآخرى غير محببة

تلك الصور تحفر في قلب الصغير وذهنه كثيراً من الأفكار خاصة حينما يقلب نظره في ليلة صافية الأديم غاب فيها القمر

قلب الصغير يدق على إيقاع النجوم والكواكب التي لا يدرك ما هي وكيف تتحرك وكيف تختفي نهراً ثم تظهر ليلاً

سهيل , الثريا , المرزم , الوسم , المربعانية .......

المنظر ليلاً مهيب

ولكن النهار يزداد جمالاً حين ترقب السماء قرب ذلك الجبل الشاهق فيختلط حفيف الشجر بصياح الديك مع عبق الفجر الندى

تبدو لك السماء قريبة إلى الحد الذي تتخيل أنك تستطيع لمسها

يسرف بك الخيال ليلاً ممعناً في الإبحار في تلك النجوم والكواكب فينطلق شهاب من جوف السماء بسرعة البرق ليسكن قلب الجبل الشاهق

في بعض الليالي يشرق القمر ليكشف ستر الظلام ويسري الهوينى فتحسبه راعي ذلك القطيع الضخم من النجوم

خيال من الذكريات والعبارات اختلطت بمتغيرات العصر فتذكرت قول النابغة:

كليني لهم يا أميمة ناصب = وليل أقاسيه بطئ الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض = ولـيس من يرعى النجـوم بآيـب

وقول أبي العلاء

قران المشتري زحلا يرجى = لإيقاظ النواظر من كراها
وهيهات البرية في ضلال = وقد فطن اللبيب لما اعتراها
تقضى الناس جيلا بعد جيل = وخلفت النجوم كما تراها

وقول أبي العلاء

ليلتي هذه عروسٌ من الزنج = عليها قلائد من جمان
وكأن الهلال يهوى الثريا = فهما للوداع معتنقان
وسهيل كوجنة الحب في اللون = وقلبِ المحب في الخفقان
مستبدٌّ كأنه الفارس المُعلَم = يبدو معارضَ الفرسان
يُسرعُ اللمحَ في احمرارٍ، كما تُسرع = في اللمح مقلةُ الغضبان
ضرَّجته دماً سيوفُ الأعادي = فبكت رحمةً له الشِّعريان
ثم شاب الدجى، وخاف من الهجر = فغطّى الشيبَ بالزعفران
ونضا فجرُه على نسره الواقع = سيفاً فهمّ بالطيران

اخي العزيز اخمد بن قسقس

تقبل مني هذا الخلط بروح المثقف الذي يثري جوانب الساحات بجواهره اللغوية

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس