عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2010, 10:49 AM   رقم المشاركة : 6

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحيم بن قسقس مشاهدة المشاركة
.

*****

يتعلق الإنسان بالسماء منذ الصغر

تختزن ذاكرته صور كثيرة محببة إلى النفس وآخرى غير محببة

تلك الصور تحفر في قلب الصغير وذهنه كثيراً من الأفكار خاصة حينما يقلب نظره في ليلة صافية الأديم غاب فيها القمر

قلب الصغير يدق على إيقاع النجوم والكواكب التي لا يدرك ما هي وكيف تتحرك وكيف تختفي نهراً ثم تظهر ليلاً

سهيل , الثريا , المرزم , الوسم , المربعانية .......

المنظر ليلاً مهيب

ولكن النهار يزداد جمالاً حين ترقب السماء قرب ذلك الجبل الشاهق فيختلط حفيف الشجر بصياح الديك مع عبق الفجر الندى

تبدو لك السماء قريبة إلى الحد الذي تتخيل أنك تستطيع لمسها

يسرف بك الخيال ليلاً ممعناً في الإبحار في تلك النجوم والكواكب فينطلق شهاب من جوف السماء بسرعة البرق ليسكن قلب الجبل الشاهق

في بعض الليالي يشرق القمر ليكشف ستر الظلام ويسري الهوينى فتحسبه راعي ذلك القطيع الضخم من النجوم

خيال من الذكريات والعبارات اختلطت بمتغيرات العصر فتذكرت قول النابغة:

كليني لهم يا أميمة ناصب = وليل أقاسيه بطئ الكواكب
تطاول حتى قلت ليس بمنقض = ولـيس من يرعى النجـوم بآيـب

وقول أبي العلاء

قران المشتري زحلا يرجى = لإيقاظ النواظر من كراها
وهيهات البرية في ضلال = وقد فطن اللبيب لما اعتراها
تقضى الناس جيلا بعد جيل = وخلفت النجوم كما تراها

وقول أبي العلاء

ليلتي هذه عروسٌ من الزنج = عليها قلائد من جمان
وكأن الهلال يهوى الثريا = فهما للوداع معتنقان
وسهيل كوجنة الحب في اللون = وقلبِ المحب في الخفقان
مستبدٌّ كأنه الفارس المُعلَم = يبدو معارضَ الفرسان
يُسرعُ اللمحَ في احمرارٍ، كما تُسرع = في اللمح مقلةُ الغضبان
ضرَّجته دماً سيوفُ الأعادي = فبكت رحمةً له الشِّعريان
ثم شاب الدجى، وخاف من الهجر = فغطّى الشيبَ بالزعفران
ونضا فجرُه على نسره الواقع = سيفاً فهمّ بالطيران

اخي العزيز اخمد بن قسقس

تقبل مني هذا الخلط بروح المثقف الذي يثري جوانب الساحات بجواهره اللغوية

*****
أخي الفاضل أبو توفيق : هذا ليس بخلط بل إثراء جميل جدا للموضوع والساحات ، بداية أجارك الله من الهمّ والحزن ، أمّا قصيدة أبي العلاء المعري فذكرتني بليالي المخيم حيث صوّر أبو العلاء في هذه القصيدة ليلة جميلة سعيدة عاشها بنفسه على انّها عروسٌ من الزنج تلبست بالقلائد الجميلة وهي صورة يحسبها نقاد الأدب لأبي العلاء كصورة فريدة في التاريخ الأدبي والقصيدة كلّها إبداع في إبداع تقوم على أساس المقارنة بين البياض والسواد من أولها إلى آخرها يبدأها أبو العلاء المعري بقوله :
عَلِّلاني فأنّ بيضَ الأَماني ......... فَنِيَتْ والظلامُ ليس بِفَانِ
إنْ تَنَاسَيْتُما ودادَ أُناسٍ ............ فاجْعَلاني من بعضِ مَنْ تَذْكراني
رُبَّ ليلٍ كأنَّهُ الصُّبْحُ في الحُسْنِ .......... وإِنْ كانَ أَسْوَدَ الطيلسانِ
كم أَردْنَا ذاكَ الزمانَ بمدحٍ ........... فَشُغِلْنا بذمِّ هذا الزمانِ
فكأنَّي ما قُلْتُ والبدرُ طِفْلٌ ............وشَبابُ الظلماءِ في العُنْفوانِ


ثم يأتي على الأبيات التي أوردتها في مداخلتك ، لقد أبدع أبو العلاء في التصوير في هذه القصيدة إيّما إبداع وجاء بصور بيانيّة لم يسبقه إليها أحدٌ من الشعراء حيث صور البدر في بدايته بالطفل وجعل الظلمة كالفتاة يكون عزّ شبابها عندما تكون في أشدّ سوادها وظلامها .
أشكرك أبو توفيق على المشاركة وجزاك الله خيرا .

 

 
























التوقيع



لا علاقة لي بمعرّف أحمد بن قسقس في الملتقى لأهالي وادي العلي

   

رد مع اقتباس