الموضوع: الباب الأول
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-11-2009, 05:26 PM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو نشط
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
البركي is on a distinguished road

الباب الأول


 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبحان رب الأرباب,القائل : (لكل أجل كتاب) ، سبحانه من خلق الموت والحياة والحساب، ما هو العمل إذا انتهت الحياة كسرعة الشهاب؟ وهذا أمر لا محالة لكل الرقاب،ماذا نقول إذا وضعنا تحت التراب؟ ماذا أعددنا لمنكر ونكير من جواب؟ في وقت لا نستطيع فيه التحكم حتى على الأهداب ما هو مصيرنا إذا خلعت الثياب ؟ وافترق الخل والأصحاب،وعاد الأهل والأحباب ،وراح وقت اللوم والعتاب، ولم يعد ينفع النصح والخطاب، وتوحدت في عزائك الأحزاب،وصار الناس بذكر خيرك في إسهاب، او بتعداد سوءك في إطناب، ووصلت دموعهم لأعالي السحاب، واختلطت عبراتهم باللعاب، وتكالبت عليهم الأحزان والصعاب؟ وجهـز كل واحد منهم الحـقائب والجراب , ليأخذ قـسمه من الميراث والنصاب .

لم يعد أمامك سوى التنعم بالثواب، او معاناة ما أعده الله من العقاب، بعد أن انـقـطعت سبل الأماني والرغاب، ولا نملك العودة والإياب، حينئذ ندخل مرحلة الصعاب، واتضح أن ما كـنا عليه ترف والعاب، وأصبح بعد الحقيقة وهماً كالسراب، ونزلنا إلى ضيق اللحود بعد واسع الرحاب، فقدنا الحركة وتوقـفت الأعـقاب، جمـدت الدماء ويبست الأعصاب، وتركنا القصور والقباب،وانقشعت الشهوات كما ينقشع الضباب.

كم عشنا في الحياة من أحقاب؟ وكم حصدنا فيها من ألقاب؟ ولأي مدىًً وصل كـل متحمس وثاب؟ وماذا جنينا من أنعام وأعناب؟ وكيف قضيناها بما نملكه من ألباب؟ هل يشهد لنا كل محراب؟ هل سندخل في شفاعة نبينا الأواب؟ أم ينطق علينا كل مكان معروف بالخراب؟ وتجرفنا الذنوب كالموج العباب ، وهـل سـنكون من أعداء شديد العقاب؟ أم نتنعم برحمة الكريم الوهاب؟
لقد أيقنا أن للآخرة أبواب،القبر فيها أول باب، يدخل منه الأعلام والأقـطاب، لا يحـيد عـنه المعارف والأغراب، مهما كنا في بروج أو جبال أو شعاب، ليس لنا منه وقاية أو حجاب، مهما أخذنا وبذلنا من أسباب، وتناولنا ما توفر من دواء وشراب , يتساوى فيه الوضيع وعالي الجناب , يتجرع من كأسه الأشداء الأقوياء والأطفال وعاشقات الخضاب ....




.

 

 
























التوقيع

ما شاء الله لا قوة إلا بالله
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

   

رد مع اقتباس