عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-2009, 03:35 PM   رقم المشاركة : 1
أتحرقني بالنار يا غاية المنى ؟!!


 



قال الأصمعي : بينما أنا أطوف بالبيت ذات ليلة إذ رأيت شاباً بأستار الكعبة

وهو يقول : يا مَن يجيب دُعاء المضطر في الظلم يا كاشف الضُرّ والبلوى

مع السَقم قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا وأنت يا حيّ يا قيوم لم تنم

أدعوك ربي حزيناً هائماً قلقاً فارحم بكائي بحق البيت والحرم

إن كان جُوُدك لا يرجوه ذو سفهٍ فمن يجود على العاصين بالكرم .


ثم بكى بكاءً شديداً وأنشد يقول :


ألا أيها المقصُود في كل حاجةٍ ... شكوت إليك الضُرّ فارحَمْ شكايتي

ألا يا رجائي أنت تكشف كربتي ... فهب لي ذنوبي كلها واقض حاجتي

أتيتُ بأعمال قِبَاح رديئةٍ ... وما في الوَرَى عبد جَنا كجنايتي

أتحرقني بالنار يا غاية المنى ... فأين رجائي ثم أين مخافتي




ثم سقط مغشياً علية فدنوت منه فإذا هو زين العابدين علي بن الحسين

فرفعت رأسه عن حِجري وبكيت فقطرت دمعة من دموعي على خدّه ،

ففتح عينية وقال مَن هذا الذي يهُجم علينا ؟

قلت : الأصمعي ما هذا البكاء والجزع وأنت مِن أهل النبوة مَعْدن الرسالة

أليس الله يقول :

( إنما يُريد الله ليُذهب عنكم الرِّجْسَ أهلَ البَيْت ويُطهِّركم تطهيرا )


فقال : هيهات هيهات يا أصمعي إن الله خلق الجنة لمن أطاعه ولو كان عبداً حبشيا

وخلق النار لمن عصاه ولو كان حراً ..

أليس ربُنا هو القائل :

( فإذا نفخ في الصُّور فلا أنسَابَ بيْنهُم يومَئذٍ ولا يتسَاءلون (101)

فمَن ثقلتْ مَوازينه فأولئكَ هم المُفلحُون (102) ومَنْ خفت مَوازينه فأولئكَ الذين

خسروا أنفسَهم في جَهنم خالدون (103 )


 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس