الموضوع: الكلمة الضائعة
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-21-2008, 10:57 AM   رقم المشاركة : 1
الكلمة الضائعة


 

الكلمة الضائعة
لو دققنا النظر في تاريخ العرب الحديث، وأقصد به من بداية القرن العشرين إلى الآن، لوجدنا ثلاث كلمات أثرت كثيراً في حركته، الكلمات هن: (1) نضال، (2) مقاومة، (3) جهاد، لقد استعملت الكلمة الأولى (نضال) في بداية القرن العشرين لتحفيز الهمم والدعوة للتحرر من الاستعمار الأوروبي الذي بسط سيطرته وجيوشه على العالم العربي، لم يكن هذا النضال في غالبه عنيفاً بل سلمي بالاضرابات وبتوعية الناس وبالمفاوضات، وقد نالت معظم الدول العربية استقلالها عبر هذا النضال عدا الجزائر، وقد كانت هذه الفترة مباركة لأنها أنتجت عهد نهضة وتطوير في كل المجالات والاقتباس من الحضارة الغربية وإنشاء الجامعات الحديثة ودعم الصناعة كما فعل ذلك (طلعت حرب)، بعد ذلك نكبة فلسطين التي لم يعرف العرب التعاطي معها ولا تقدير الوضع الدولي، ومن هزائمها جاءت الانقلابات العسكرية والفكر القومي المشوه المعتمد على الألفاظ الرنانة والغوغائية، واستخدمت كلمة (مقاومة) كأداة تهييج وإثارة ضد الإمبريالية والصهيونية وكل «البعابع» المختلقة والمتوهمة، وفيها تم سحق المواطن الواقع تحت خدر «النوستالجيا» أو الفخر الشاطح بالأمجاد القديمة، صار شعار الفترة السوداء «لا صوت يعلو فوق صوت المعركة» وتتالت الهزائم، ومن رحم الظلم والانكسار جاءت كلمة «الجهاد» ترفعها جماعات الإسلام السياسي (الإسلامويون) رفعوا المصاحف لجذب الأنصار وتجنيد «المجاهدين» بنية الوصول للحكم، وفي سبيل هذه الغاية أرخصوا دماء الإنسان وعقله وكرامته.
الكلمة الضائعة من قاموسنا هي «التنمية»، وإلى أن نجدها ونقلع عن غفلتنا تظل لعبة لأهل الأهواء والفتن.


هذا مقال للأستاذ عبد الله أبو السمح نشر بجريدة عكاظ السبت 17/5/2008 م ...كل ماقاله الأستاذ
أبو السمح هو عين الحقيقة ونحن جيل الخمسينيات والستينيات الميلادية عشنا وتأثرنا بهذه الشعارات
البراقة حتى صدمنا بأولى الحقائق ...حرب 56 م وما اقتنعنا وحصلت الطامة الكبرى حرب 67 م وبدأت
بعد هذه الحقبة تتكشف الحقائق واحدة تلو الأخرى ...أكبر المتساقطين الإتحاد السوفيتى وتبعته الدول
التقدمية الاشتراكية وتفتت واحدة تلو الأخرى حتى أصبحت جميع هذه الدول التي أدعت التقدم في ذيل
قائمة الدول المتأخرة ...هذه عبرة لمن لا يحكم العقل قبل العاطفة ..وصدق والله أبو السمح في إننا
يجب إدخال الكلمة الضائعة في قاموسنا وهي [ التنمية ] .

علي بن حسن


 

 

   

رد مع اقتباس