الموضوع: عقوق من نوع آخر
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-21-2012, 12:56 PM   رقم المشاركة : 1
عقوق من نوع آخر


 


دخل على والدته بعد ان حذرها من السابق ، قال لها ..هيييه أنتي لازلتي هنا.. أيش تقول يا ولدي تكلمني أنا ..أيوه أكلمك انتي ، ما قلت لك لا عاد أشوفك هنا ..لا لا مو معقول اللي أسمعه ، إلا معقول ونص ، لاحول ولاقوة الا بالله وش صار فـالولد اكيد ماهو صاحي ،أكيد صار لعقله حاجة ،ولا حاجة ولايحزنون ..بس شوفي لك مكان وفارقينا ..وش قصدك ياولد بتطردني بعد ماربيتك وشقيت عليك وصرت رجال ،المهم افهميها عاد ، أنتي بصراحة نكدتي عيشتي مع زوجتي واولادي حتى أولادي بيخافوا منك ولايطيقونك بالمرة ،ياخسارة تربيتي فيك وينك من قوله تعالى ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاّ َتَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَن عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا ّ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )هذا الكلام احتفظي به لنفسك مايعنيني ، أتق الله يا ولدي ما تقوله كلام خطير وأخشي عليك عقوبته فأنت تجهل ماتقول ،أقول جيبيها من لاخر وخلصينا ، وركلها برجله والشرر يتطاير من عينيه وكأنه يقول مات العجائز جميعهم الا هي ، تنظر اليه بحرقة الامومة وتتذكر معاناتها معه بعد وفاة والده وتقول حسبي الله على من كان السبب ، طبعا تقصد زوجته فقد قلبت حياته الى الاسوأ ..أخذت تفتش عن حلول فقد ضاق بها المكان والزمان وأخذت تتوجس حقيقة المصير (المر )فهيا طاعنة في السن وليس لها أحد يعولها ،قالت يابني وصوت الامومة يخفق في داخلها الى أين أذهب فأنت تعلم خفايا الامور ..قال ستذهبين لدار الرعاية فهناك مكانك الحقيقي وسيتولون أمرك ،قالت اذا كان هذا يرضيك فهو كذلك والله يتولاني برحمته ،لملمت جراحها قبل ان تلملم ملابسها البالية وقلبها يتفطر حزناً والماً،أركبها في المقعد الخلفي وذهب بها والصمت يملأ المكان ،انطلق بسيارته وأخذ الشوارع الفرعية حتى لايراه أحد ،ونسي او تناسى إن الله يرى ويسمع ولايخفى عليه خافية ،وهناك وفي ذلك المكان اوصلها وكانه الوداع الاخير ،لم يكلف نفسه بتسليمها لتلك الجهة وإنما تركها بقلب بارد وأحساس ميت على قارعة الطريق تكابد معاناة أخرى مع الغرباء ،ذهب دون رجعة وكانه تخلص من عبء ثقيل على نفسه ، وعندما عاد الى المنزل .. قالت زوجته الآن كبرت في نظري وتحققت أحلامي .أذهب وأحضر لنا الشموع لتكتمل السعادة والافراح .. ذهب المغفل ليحتفل بفراق والدته وعقوقها ، لكن الواحد الاحد الذي لاتنام عينه يمهل ولايهمل ، وماهي الا لحظات ويصاب بجلطة أثناء الطريق فارق على أثرها الحياة ...أنتهى .

منقول للعظة والعبرة

 

 

   

رد مع اقتباس