عرض مشاركة واحدة
قديم 05-05-2010, 06:56 AM   رقم المشاركة : 3
كيف أجعله يحترمني ؟


 

المدونه الثالثه
[fot1]كيف أجعله يحترمني ؟[/fot1]


السؤال الخطأ الذي يكرره كثير من الأزواج المحروقين، والآباء الضائعين هو :

كيف يحترمني المقابل ؟ من زوج مسيء، أو ابن عاق ؟

وهذا السؤال على أهميته هو سؤال غير منطقي، بسبب أن يغفل حقيقة بسيطة معروفة منذ الأزل و هي : أننا لا نستطيع أن نحكم الآخرين…!!. و لا نستطيع فرض شيء عليهم ما لم يختاروا هم ذلك. و حتى إن أذعنوا لنا قسرا أو مجاملة لبعض الوقت، فإنهم سيتحينون الفرص للهروب و التسرب من ضغوطنا عليهم!.

إن الشخص الوحيد الذي نستطيع أن نحكمه هو أنفسنا..!!.

لذا وجب أن يركز سائل هذا السؤال : (كيف أجعله يحترمني؟). على الوسائل التي تجعله يتعرف على نفسه أكثر، ويصادقها أكثر، ويشتغل على تزكيتها وترقيتها أكثر، ويحكمها من ثم أكثر …

ابتداء، هناك مفهوم يغيب عن معظم الناس، وهو أن المعني الأول بالاستمتاع في هذه الحياة الدنيا، والمستهدف يالعيش قرير العين في الدارين …. هو أنت.

ولا يصح عقلا ولا دينا أن تشقى أنت ليسعد غيرك، وأن تهان أنت ليحترم غيرك.

هذه الحقيقة البسيطة استجلبناها من الحقيقة الكبرى، وهي أنه في مآل الأمور، وفي يوم العرض الأكبر : عندما يكشف الغطاء، ويكون البصر حديدا …فأنك لن تنشغل إلا … بك!.

ولن تفكر إلا بنجاتك .. أنت!.

ولن تدخر وسعا في جمع الحسنات من .. أحبابك!!.

بل سيفر الجميع منك، وتفر أنت من الجميع … لأن الحقائق تقول أن الهالك هو من انشغل بغيره…!!

وكذلك هو الأمر في هذه الحياة الدنيا، فإن الهالك هو من قدم غيره على نفسه…!!

الأناني من الناس قاصر النظرة يتوهم أنه يحب نفسه، فيركز على ملذاتها، ويضيع فرصه الثمينة للاستثمار في علاقته بالآخرين من والدين يبرهما، أو زوجة يكرمها، أو ابن يرعاه، أو غيرهم من البشر يقدم لهم الصدقات .. أو قل يقدمها لنفسه عن طريقهم . قال تعالى : (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خيرا وأعظم أجرا).

أما الحكيم الفالح المفلح فهو فعلا يحب نفسه ويقدرها، لذلك تراه يزكيها، ويرفع مقدارها امتثالا لهداية الله تعالى : (قد أفلح من زكاها). لذا تجده يستثمر في الآخرين من حوله بحسن أداء الحقوق … لكي يستفيد هو قبل كل أحد … !!!

ومن علامات تزكية النفوس الإيجابية : هو أن لا تعطي الإذن لأحد أن يهينك، ولا تقبل بالإساءة من أي شخص إلا إذا شئت أنت…!!!

اليناور روزفلت زوجة الرئيس الأمريكي السابق تيودور روزفلت تقول : (لا يمكن لأحد أن يهينك .. إلا بإذنك)!!!

أنت الذي يعطي الإشارة الأولية … وهو سيقوم بالباقي …

ألا ترون معي – على سبيل المثال – إلى المحترمين والمحترمات من بعض الخدم والخادمات اللذين يشتغلون في أكبر البيوتات، واللذين يصعب على صاحب كفالتهم وراعي نعمتهم من الأسياد والسيدات أن يتلفظ أو ينبي بأي إشارة فيها إهانة لهم؟؟.

إذن لقرروا الهروب، أو اللجوء للمكتب الذي جاء بهم إلى تلك البلاد، والرجوع بكرامتهم إلى حيث يحترمون..!!

الاشتغال بالآخرين مضيعة للوقت، والاشتغال بالنفس هو نعم الاستثمار.

وسنتعرض إن شاء الله تعالى في تدوينات ستأتي إلى آليات احترام الذات.

كما نحيلك أيها القاريء الكريم إلى موقع الدكتور بشير صالح الرشيدي drbasheer.com لمن أراد المزيد من المفاهيم والآليات حول هذا الموضوع الحياتي الخطير .

 

 
























التوقيع

كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي
بأن يدي تفنى ويبقى كتابها
فإن كتبت خيراً ستُجزى بمثله
وإن كتبت شراً عليها حسابه
(المقياس الأسمى لشعورك بالسعادة هو: كم إنساناً أسعدت)

   

رد مع اقتباس