اخي غامداوي :
طرحت سؤلا وجيها هذا نصه : ( ماهو السبب في تفشي البيروقراطية لدينا اكثر من الدول الأخري؟ )
ولعلي اساهم في بعض اجابته لانك طرحت بعده مباشرة عدة تساؤلات هي جزء من الجواب ولعلها من اسباب البيروقراطية ( وعلى فكرة كلمة بيروقراطية باختصار تعني حكم المكاتب اوسلطة المكاتب ) .
كل دولة من الدول لها نظام تسير عليه إما اخذته من غيرها واجرت عليه بعض التعديلات بما يناسب وضعها او وضعه من لديهم خبرة في وضع الانظمة من ابنائها او الخبراء الذين استعانت بهم من غير ابنائها ونحن من الصنف الاول ، والنظام لو بقي على ماهو عليه لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه .
لكن واه من لكن كل مسؤول كبيرا او صغيرا يضيف عليه بما يرى أنه يخدم عمله ويأتي من بعده مسؤول آخر فيظن انه من النظام الاساسي وهو بدوره يضيف عليه وهكذا تبدأ التراكمات والتعقيدات والحبيب الغالي ابو توفيق وهو من خبراء النظام وضع رسما تقريبيا لذلك في مداخلته القيمة مع قصتي هذه بامكانك الرجوع إليه .
ومن واقع تجربتي في العمل الحكومي والقطاع الخاص والتي دامت اثنين واربعين عاما وبضعة اشهر وجدت بعض النماذج التي يسير عليها العمل وإذا سألت من هو اقدم مني في العمل عنها قال : هذا النظام ويجب أن نسير عليه وإذا عدت إلى النظام لم اجد لها اساسا وإنما هي اجتهادات .... وأنا على يقين أن قصد من وضعها مصلحة العمل من وجهة نظره ولكن اسيء استخدامها فكانت سببا لتعقيد العمل .
وانا لا اقلل من اهمية النماذج بل هي من ضرورات تسهيل العمل لكن أحذّر من تعقيدها والاضافة إليها ‘ وعلى سبيل المثال وجدت نموذجا في بعض الادارات وعليه اكثر من عشرة تواقيع !!! وكل ذلك هروب من تحمل المسؤولية حتى لو سُئل مستقبلا يقول : رأيت توقيع فلان وفلان ووقعت .
اعتقد انني طولت النشيد واعتذر عن ذلك .
شكرا لك اخي الحبيب غامداوي على مرورك واضافتك لا عدمتك وتقبل خالص تحياتي وتقديري .