والدي الكريم : أبا ياسر
ماذكرته في أعلاه وماعقب به من تبعك
تأكيد على أنّنا شعب ذو خصوصية فعلاً
وهو هوية تعريف بمنجزاتنا الإدارية
فالفشل وسوء التخطيط والبيروقراطية تعد سمة أحياناً
وسأصدمك إن قلت لك أننا في مامضى
(معلمي الثغر ) كانت معاملاتنا تنجز في
أيام وسأصدمك أكثر إن قلت في (ساعات)
وبعض الدوائر لك نكن ندخلها فالطريقة معروفة
نرسل مانريد في ظرف مع الإبن يوم الأحد مثلاً ويعيده لنا
الثلاثاء وإن كنا مستعجلين يتم إلرساله قبيل الظهر
ثاني يوم للمدرسة أمّا المحاكم وكتابتي عدل فيحمل
قاصدها ورقة من المدير لها مفعول السحر
وهناك قصة حدثت لأحد الزملاء فقد ذهب للشيخ
ليفرغ له أرضاً فقال ياشيخ أنجزني تراني جايك من
مكه ... ( بحلق ) الشيخ فيه وقال :
وش لون جاي من مكه وانت معلم في الثغر والأرض في جده
فأسقط في يدي صاحبنا ولكنه تدارك ذلك بقوله
أداوم من مكه وراجع لمكه .. فتبسم الشيخ وقال
(الله يهداك ) ويحلف من كان معه أنّه كان
قبل الحادية عشرة صباحاً في المدرسة وأموره منتهية .
تذكرت مع زملاء تلك الأيام وبات بعضنا
يردد أغنية الست الشهيرة :
( وعايزنا نرجع زي زمان
أول للزمان إرجع يازمان)
والبعض الآخر يقول : اللهم أغفر لنا
فهذا شكل من أشكال التحايل .