عرض مشاركة واحدة
قديم 07-27-2012, 02:43 PM   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 13
غامداوي is on a distinguished road


 

هناك مرض في ابواب الامراض النفسية يدعى الخوف (الفوبيا) من الاماكن المرتفعة. وهذا المرض يعاني منه الكثير دون ان يدرون الا عندما يتواجدوا في اماكن مرتفعة.

ولهذا المرض درجات. منها ماهو بسيط مع الاماكن المرتففعة جدا, وآخر ماهو شديد لدرجة ان المصاب به لا يستطيع النظر من نافذة بالطابق الثالث.

لذلك فهذا الرجل المعلق بالهلال بالتأكيد لا يعاني من هذا المرض مثل قافذي المظلات.



اما عن المأذنة والهلال فالسرد التاريخي له فيه روايات متعددة



كان انتشار الدين الإسلامي السريع في البلاد العربية المجاورة للجزيرة العربية قد خلق تحديات جديدة أمام الخلفاء والولاة، ومن هذه التحديات كان كيفية إبلاغ الناس إلى الصلاة، فقد كانت الدعوة إلى الصلاة عن طريق الأذان تتم بصعود المؤذن إلى سفح الجبل المجاور للمدينة، أو عن طريق الصعود لسطح المسجد، إضافة إلى أن ارتفاع المساكن كان قليلا بحيث لا يؤدي لإعاقة صوت المؤذن .
أما عند دخول الإسلام لبلاد الشام و العراق ومصر فقد احتاج المسلمون نظرا لعدم وجود أماكن عالية دائما إلى بناء المآذن حيث كانت المآذن تبنى بجوار المساجد و يصعد المؤذن إليها لإبلاغ الناس بدخول وقت الصلاة عن طريق الأذان.

من اخترع المئذنة :

رغم خلاف المؤرخين حول أول مئذنة بنيت في الإسلام، فقد ذكرت بعض المراجع ان أول من أقام مأذنة هو عمرو بن العاص في مصر وكان ذلك بوحي من منارة الأسكندرية، و ذكر "البلاذري" في كتابه "فتوح البلدان" أن أول مئذنة شيدت كانت على يد "زياد بن أبيه" عامل "معاوية بن أبي سفيان" في مدينة البصرة عام 45 هـ (665م)، بينما أشار "المقريزي" إلى أن صوامع جامع عمرو بن العاص الـ4 التي بناها والي مصر "مسلمة بن مخلد" في زمن الخلافة الأموية عام 53 هـ (672م) هي أول مآذن في الإسلام.

بعض المعماريين والأثريين قالوا إن المآذن الأولى ظهرت في مسجد دمشق سنة 705م في عهد الخليفة الأموي الوليد الأول. ووجدت الآثار الأكثر قدماً الدالة على وجود مبنى بهذا الوصف فعلاً في مدينة "بصرى" جنوب دمشق. وحول صخرة من البازلت اكتشف علماء الآثار الكتابة العربية التالية "بسم الله الرحمن الرحيم. خادم الله اليزيد، أمير المؤمنين، أمر ببناء هذا المسجد وتأسيس هذه المئذنة. بناها الحارث في عام 102، كتبه الحارث".

وأضافوا أنه منذ 724م، أراد الخليفة الأموي "يزيد الثاني" أن يضاف إلى أحد المساجد برج وأن يفوقه ارتفاعاً. وبين عامي 724 و727م أمر الخليفة الأموي "هشام بن عبد الملك" ببناء مئذنة شهيرة تقع في مدينة القيروان- تونس الحالية- ، بينما يرجع بعض علماء الآثار تاريخ المئذنة إلى القرن التاسع الميلادي في عهد الخليفة "زيادة الله الأول"، في إشارة إلى أن أقدم مئذنة توجد في بلاد المغرب.

عمارتها:

تتكون "المئذنة" معمارياً من مدخل يكون داخل الصحن، ثم درج الصعود يكون حلزونياً – غالباً - يدور حول محور المئذنة، ويصل إلى الشرفات المرتفعة التي تحيط بالمئذنة ليدور المؤذن معلناً نداء الصلاة في كل الجهات. وبالمئذنة أيضاً جزء يطلق عليه "الجوسق" تعلوه قبة المئذنة التي تنتهي بهلال تتجه فتحته نحو القبلة.

ارتفاعات المآذن وأحجامها تباينت، كما اختلفت أيضاً في تصميمها المعماري، فهناك مآذن مربعة، وأخرى اسطوانية ومنها المضلعة.

أقدم هذه التصاميم هي المآذن المربعة التي اشتهرت بها دمشق ثم وصلت إلى أوروبا عبر الذين نجوا بعد سقوط الخلافة الأموية في الأندلس – إسبانيا حالياً - وتشمل المآذن المربعة عدة طوابق مع غرف متداخلة تحيطها النوافذ. ومن أبرز المساجد التي تتخذ مئذنتها هذا التصميم المربع مسجد "الكتبية" في مراكش، والذي يعود بناؤه إلى القرن الـ12.

أما المآذن الاسطوانية فظهرت في القرن الـ11 على يد السلاجقة في إيران وتركستان ثم انتقلت إلى الهند، واشتهرت بها بلاد الأناضول. ومن أبرز هذه المآذن الاستطوانية المآذن الـ6 للمسجد الأزرق في اسطنبول.

ومن بين المآذن الاسطوانية ما اتخذ الشكل المضلع، ويضاف لبعضها أسقف عالية مخروطية، وانتشر هذه التصميم المعماري للمآذن في إيران، وأفغانستان، و"سمرقند" بأوزباكستان، وفي القاهرة. ومن أشهرها مئذنة قطب منار في دلهي.

التطورات التاريخية لاشكال المآذن :

يجمع مؤرخوا المسلمين على أن المساجد التي بنيت في الجزيرة العربية وسواها من الأمصار التي دخلت في دين الله كانت بلا مآذن، وأن أول من بني مئذنة في الإسلام على الارجح هو معاوية بن أبي سفيان وذلك في المسجد الجامع الأموي الكبير بدمشق الشام , وتميزت المأذن بعد ذلك في عصر الدولة الاموية في دمشق وغيرها من بلاد المسلمين.


و كانت على شكل أبراج المسقط الافقي لها يأخذ شكل (المربع).و تظهر الصورة السابقة أول مئذنة في الاسلام على أحد الأقوال وهي مئذنة العروس في الجامع الأموي أو مئذنة عيسى .

العصرالعباسي : أصبحت الماذن مدورة وظهرت اشكال جديدة مثل الماذنة الملوية بسامراء.

المئذنة الملوية بسامرا

وأنشئت بعض المآذن من طبقات عديدة كل طبقة منها تختلف في تصميمها عن الطبقات الأخرى وأشهر أمثلتها مئذنة مسجد ابن طولون في القاهرة التي تتالف من ثلاث طبقات أولها - وهي القاعدة - مربعة والثانية أسطوانية والثالثة ذات ثمانية أضلاع.


الفاطمي : الماذن عالية رفيعة نوعا ما تنتهي بقبة بصلية مثل ماذنة جامع الأزهر بالقاهرة.

المملوكي : الماذن عالية ليس لها قاعدة مميزة لكنها تجلس على شرفات مثل جامع السلطان حسن.


المغولي : الماذن شاهقة الارتفاع ذات قطر ضخم يقل تدريجيا.تبين الصورة مسجدا في أصفهام


المغولي في الهند : الماذن امتازت بالضخامة والارتفاع وتحتوي على أكثر من صحن وزخارف نباتية مثل مسجد قوة الإسلام بدلهي وفي مراحل متقدمة ظهرتاج محل بماذنه البيضاء العالية المائلة قليلا للخارج


العثماني : الماذن رشيقة عالية ذو نهاية قلمية أو رصاصية كما في جامع التكية السليمانية بدمشق.


المرابطين والموحدين : مئذنة واحدة برجية الشكل وهو ما ساد بلاد المغرب الاسلامي , و تبدو في الصورة مئذنة جامع الجزائر الكبير كما ستبدو عند افتتاحه عام 2014 حيث ستغدو اطول مئذنة في العالم الاسلامي مكان مئذنة مسجد الحسن الثاني .

نذكر أن :
أطول المآذن هي مئذنة مسجد الحسن الثاني بالمغرب 210 م يليها مأذنة جامع الفتح بالقاهرة 130 م ثم مآذن التوسعة الثانية بالمسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة 105 يليها مآذن المسجد الحرام المبارك بمكة المكرمة 92 م . المسجد الأكثر مآذنا في العالم هو المسجد النبوي الشريف وتصل عددها إلى عشرة ثم المسجد الحرام المبارك والذي يملك تسعة يليه المسجد الأرزق في إسطنبول بستة مآذن.

اشتهرت القاهرة بعدد مآذنها وكانت تعرف بمدينة الألف مئذنة.

الاستخدامات الاخرى للمآذن :

لم يقتصر استخدام المئذنة على الاذان فقط بل على اذاعة اوامر الحكام و نعي الموتى , كذلك استخدمت المآذن الساحلية كمنارات ترشد السفن , كما أن هندسة المآذن تتطلب توازي أضلاعها مع الاتجاهات الاربع للاشارة الى جهة القبلة , وقد ذكر المؤرخون أنه في الجامع الاموي كان يعمد الى اصدار الضوء في مئذنة العروس عند دخول وقت الصلاة ما كان يمكن المؤذنين الموجودين في المآذن الاخرى من معرفة دخول الوقت .

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس