(الحلقة الثانية ) :
لينين وستالين
وجد فلاديمير لينين في جوزيف القائد الثوري القوي والمغامر لذلك بدأ يراسله ويتعرف عليه
طبعا كان أسم جوزيف في تلك الايام (كوبا) إسم حركي من ضمن اربعة أسماء حركية كان يتنقل ويعرف بها
والغريب في تلك الفترة هي حياة لينين في منفاه فتاره يظهر في فلندا وقبلها في ميونخ وباريس و سويسرا وحتى لندن تنقل في أغلب عواصم أوروبا كل أمور معيشته وهجرته تكفل بها ستالين والحزب عن طريق سرقة المصارف .. الخ
حتى سجنه في سيبيريا كان في كوخ دافئ ومريح لذلك سمي بالزعيم الارستقراطي صحيح أنه طرد وتم ملاحقته وتشريده عدة مرات وذلك بعد إعدام أخيه (ألكسندر) المشارك في تنظيم محاولة اغتيال القيصر حاكم روسيا السابق إلا أن وضع لينين كان أفضل من تروتسكي والبقية.
لينين طالب كلية الحقوق بدأ معاناته الفعلية بعد الثورة الأولى عام 1900 المطالبة بمزيد من الحريات السياسية، السماح للفلاحين بزراعة الأراضي التي يمتلكها الإقطاعيون، زيادة أجور العمال وتحسين ظروف العمل، إنهاء الحرب ضد اليابان.
ثم ثورة 1905 حتى ثورة 1917وهو مايهمنا في هذا الموضوع
خلال ثورة 1917 حضر لينين من المنفى لروسيا مدعوما من الحكومة الألمانية بعد تأليفه لعدة كتب ومنهج عام لاقامة (البروليتاريا) الواقعية بعد أن كانت نظريات لماركس وانجلز .
وعد لينين الجميع بوعود خيالية المصانع للعمال الأراضي للفلاحين الخير للجميع علما بإن أكثر من 70 بالمئة من الشعب الروسي هم من الفلاحين .
وعود براقة بتكافؤ الفرص والعدالة والحرية للجميع تحت مسمى الشيوعية !! كلام جميل ولكن هل تحقق ؟؟ سنرى ذلك .
أفكار لينين كثيرة حول الاشتراكية وحقوق العمال والتقدمية ..الخ أستخلص منها مايفيدنا لأنه موضوع طويل جدا يحتاج موضوع مستقل ولكن لي تعقيب على اراء لينين بإختصار لتتضح الصورة,,
كلام خطير يعتنقه لينين الا وهو :
1- الانسان هو كائن يستند على بقائه أولا بالصراع بمعنى (الحروب) والحياة للأقوى فقط ولابد لطرف يقضي على الآخر أي أن الشيوعية ستقضي على الرأسمالية الجائرة والانسان مر بتطور عبر تاريخه حتى أصبح على هذا الشكل الحالي .
2- يقول الدين أفيون الشعوب (فكرة ماركس) وأن الايمان الحقيقي هو الايمان بالمادة فقط أي كل ماهو محسوس ونبذ الخرافات الدينية وو الخ بمعنى الألحاد التام وأن الجنة الحقيقة هي حياة الفرد في ظل الشيوعية .
3- البروليتاريا هي الحل الواقعي بمعنى أن (الطبقة العمالية تكون لها السيطرة السياسية والاقتصادية على وسائل الإنتاج وأجهزة الدولة من خلال مجالسها العمالية ومندوبيها المنتخبين وظهور مفهوم (ديكتاتورية البروليتاريا).
4- قيادة الحزب الواحد وتصفية جميع الأحزاب لنشر الشيوعية العالمية (الغاية تبرر الوسيلة)حتى لو كان هناك ضحايا بالملايين.
5-الحرية والعدل الإجتماعي والمساواة بين الأفراد وعمل المرأه وعلى الدولة توفير المسكن والدخل لأفراد الشعب والتخلي عن دور الأسرة القديم من تربية وإعالة ..الخ
بخلاف نظرية الشيوع وماصاحبها من كوارث أسرية (تم التخلي عنها فورا )
الشيوعية تقول (ينوء كاهل المرأة بالأعباء في ظل الرأسمالية التي حولتها إلى عامل مأجور دون أن تخفف عنها أعباء العمل المنزلي والأمومة , فنجدها مسحوقة تحت عبء العمل القاسي ربما ل10 ساعات يوميا ثم رعاية أطفالها في المساء) .
الرد على هذه الأفكار:
الإنسان خلقة الله من طين ونفخ فيه الروح وكرمه على سائر الكائنات وجعل له هدف محدد بمعنى (لم يأتي مصدافة ولاحياتة مرتبطة بالصراع من أجل البقاء !
أما الايمان بالمادة فقط وبالأمور المحسوسه فهنا يكمن التناقض بمعنى هم يؤمنون بالذرة والألكترونات والنواه وهي غير محسوسة أو ملموسة وبعضها أكتشف في عصرنا الحالي عن طريق الميكروسكوب الحديث وثبت بالعلم أن الكون يسير على نظام دقيق جدا ومحكم لامجال للصدفة فيه أبدا ..
البروليتاريا تسحق البرجوازية وو الحقيقة أن البروليتاريا أصبحت هي نفسها برجوازية وهي ديكتاتورية الحزب الواحد المنفرد بالسلطة الذي حول الشعب كله موظفين للدوله وألغى الملكية الشخصية وهي (غريزة وفطرة) للإنسان وظهرت طبقات أخرى في إيديهم كل شيء !!
ثم هو يتكلم عن الحرية والعدل (القانون) والإخاء والترابط والشيوعيون هم من إستخدموا التجسس على المواطن حتى من أقرب فرد له !! وكذلك الإعتقالات والتصفية الجسدية وتكميم الافواه والحكم بالحديد والنار والأمثلة كثيرة .. كما ان للاسرة دورها الرئيسي في المجتمع (نواة المجتمع) علما بان الطلاق في بداية الشيوعية كان سهل وبعد إنتشاره وتفكك الأسر وضياع الابناء أصبح صعبا بل أصعب من الطلاق الكاثوليكي فلماذا هذا التناقض ؟ بالنسبة للمرأه الشيوعية عملت في كل المجالات تقريبا حتى في مصانع الأسلحة والأعمال الشاقة خلال الحرب العالمية وهو مايخالف طبيعتها .. لدرجة أن الأم لم تجد الوقت الكافي لرعاية رضيعها وأصبحت الدولة تربي الأطفال من المهد,
إنتشرت دور رعاية الرضع ورياض الأطفال وأصبح الشارع والدولة هم من يربون الصغار الأبرياء ,, ناهيك عن أعمال الصخرة في معتقلات سيبيريا (الجولاج) .. الخ
ولعل أغرب القرارات وأكثرها شذوذا هو قرار ستالين بإعدام من هم فوق ال12 عاما إذا ثبت تورطهم في أمور معادية للدولة مثل ماحدث مع إبن كامينيف .
فأي جنة هذه التي وعد بها لينين ..مثال :
إن أردت اصطحاب ضيفك لوجبة عشاء فعليك الانتظار به طويلاً في طابور ممل إن كنت تمتلك بطاقة حزبية والبطاقة هذه هي كل حياتك من أكل ومسكن وتعليم وعلاج وتستطيع الدولة سحبها منك في أي لحظه !!
يقال والله أعلم أنه عند وفاته عام 1924 ندم على ماالت اليه الاوضاع في روسيا من فقر ومجاعة وحرب أهلية ولم يكن يتوقع كل هذه الصعوبات .
في الحلقة الثالثة نتحدث عن بداية ستالين و تروتسكي ودورهما في الحرب الأهلية وماصاحبها من أحداث مثيرة .