عرض مشاركة واحدة
قديم 02-15-2008, 04:59 AM   رقم المشاركة : 1
دعوة الأعضاء للتسامح والعفو عن الزلاّت


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أعضاء الساحات الأكارم عند رؤية مشهد به زلات وهفوات من أي عضو من الأعضاء يجب النظر إلى نوع تلك الزلات فان كانت مخالفات دينية ومعاصي فالأحرى بنا الصبر عليه والنصح له والتماس العذر له والوقوف إلى جنبه وعونه في محنته وعدم إسلامه للشيطان وعون الشيطان عليه .
كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تكونوا عونا للشيطان على أخيكم" [ حديث صحيح ] .
فلطالما كانت مثل هذه المناسبات مداخل جيدة للشيطان ينقضّ منها على صرح الأخوة والصداقة والمحبة ، مستغلاً ما عساه يصدر من الإخوان من هفوات وزلات ويعمل فيها كعادته تضخيما وتهويلا بما يبدو معه الأخ المقترف لتلك الزلة في مشهد العدو أو الشيطان الذي لا يستحق غير الاحتقار والبغض والنبذ والقطيعة. والشاعر يقول :
إذا كنت في كل الأمور معاتبا *** صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه
واعلم أنك إذا طلبت عضواً منزهاً عن كل عيب لم تجده، ومن غلبت محاسنه على مساوئه فهو مبتغانا .
لذا لابـد لنا أن نعلم علم اليقين بأن العفـو والصفـح جواز سفـر يعبـر بنـا إلى قلوب من نحـب وأن التشـدد على كـل شـاردة وواردة هو أيضاً جـواز سفر لكن يعبـر بنـا إلى طريـق الفـرقة والبغضـاء والتنافر والتباغض .
رجاء خاص على الأخوة الأعضاء بأن ينشغلوا بما يفيد الآخرين وان يلتزموا بمباديء التسامح والعفو والغفران عن كل زلة ندّت من أخ أو حصلت من صديق ، فقد قال بعض السلف لأخيه : غدا نتعاتب ، فقال أخوه : بل غدا نتسامح
لأن السماحة تعني عدم إحراج الآخرين أو التضييق عليهم ، والتعسير معهم حتى يفتضح أمرهم وتظهر سوآتهم أمام الناس ، وهو أيضاً ما لا يقدر عليه إلا الكبار فمن أخلاق الكبار أنهم يتسامحون مع من أخطأوا في حقهم .
فلو حدث زلة أو هفوة أو نفور فتعالوا نتمثل قول الشاعر :
تعالوا بنا نطوي الحديث الذي جرى *** ولا سمع الواشي بذاك ولا درى
تعالوا بنا حتى نعود إلى الرضا *** ويذهب ما منه الصفاء تكدرّا
لقد طال شرح القال والقيل بيننا *** وما طال ذاك الشرح إلا ليقصرا
من اليوم تاريخ المحبة بيننا *** عفا الله عن ذاك العتاب الذي جرى

أسأل الله تعالى لي ولإخواني أن لا يبيت أحد وفي قلبه ذرة من حقد أو حسد أو بغضاء لأحد من إخوانه وأن يبادرهم بالعفو عن زلاتهم وإعانتهم على نفوسهم الأمارة بالسوء ، وشياطينهم والإقلال من الملامة لهم وقبول عذرهم. والله في عون العبد ما كان لعبد في عون أخيه "
وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين" [آل عمران 132].
ومن خـلال التواصل الجميـل بيننا عبرساحات وادي العلي الذي دخلنـا فيه لنستمتع ـــــ لنقرأ ونتثقف ـــــ لنستفيـد ـــــ لنعيش متحابين ـــــ ونقضي أجمل الأوقـات وأسعدها .
علينا جميعاً أن نريح قلوبنا من الزعـل والحقد ومـد يـد الحـب ، يـد التسـامح ، الكلمـة الجميـلة الباسمـة في جوه بعضنـا البعض ويكون شعـارنا الحب والحب فقط واحترام بعضنـا البعض والصفـح عن الزلات .
هـذه الدعوة أوجههـا للجميـع دون استثناء من قلب إنسان يحمـل في داخـله حبا للجميع ويقـول وداعـا أيهـا العتـب وداعاً لكل ما من شأنه أن يسيء للغير .

ولنكن كما قال الإمام الشافعي رحمه الله :
لما عفوت ولم أحقد على أحد **** أرحت نفسي من ظلم العداوات
أو كما قال الآخر :
وجدت مصيبات الزمان جميعها **** سوى فرقةِ الأحبابِ هيّنةَ الخَطْب
غفر الله لي ولكم الزلات ووقانا من السيئات
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة عبدالرحيم رمزي ; 02-15-2008 الساعة 01:18 PM.

   

رد مع اقتباس