عرض مشاركة واحدة
قديم 10-14-2012, 06:49 PM   رقم المشاركة : 1
بين الفصحى والعآمية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الفصحى والعآمية

بادئ ذي بدء : أحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات وأصلي وأسلم على خير من نطق بالضاد وعلى تابعيه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، فأما بعد : فإن ما حداني إلى كتابة هذا المقال هو ما أراه من هجوم شرس على الفصحى والتي نزل بها القرآن الكريم على سيد المرسلين عليه السلام ( بلسان عربي مبين ) وهي لغة أهل الجنة ( تحيتهم يوم يلقونه سلام . ..) واللغة العربية كما تعلمون هي وعاء التراث العربي والإسلامي وقد اشتد عليها الخصوم فشنوا عليها حربا ضروسا ليس من أعداء العرب فقط الذين يحثونهم على هجر الفصحى موحين إليهم زورا وبهتانا : أنها سبب تأخرهم عن بقية الأمم بل من أبنائها وبني جلدتها ممن عاشوا على أرضها وتحت سمائها وأكلوا من خيراتها ( أحفاد الصحابة رضوان الله عليهم ) إنهم دعاة العآمية الذين لا يدركون خطورة ما يدعون إليه .
أيها الإخوة أنا لا أدعو إلى هجر العآمية وإن كان طلاقها إلى غير رجعة هو ما نتمناه ولكن تغليبها على الفصحى هو الذي عم وطم في جميع ميادين الحياة سواء في وسائل الإعلام أو في التخاطب اليومي أو في المكاتبات ،
القنوات الفضائية وما أكثرها التي تنشر هذا الغثاء وما أنشأها أصحابها للترويح عنا بل للكسب المآدي فقط وإلهاء الشعوب بزخرف القول ثم ما نراه في صحافتنا من فتح منابر للعآمية بل حتى في الأندية المنتشرة في طول البلاد وعرضها مثل : (جمعيات الثقافة العآمية ) !
لماذا انحسر مد الفصحى حتى تكاد أن تقوم العآمية على أنقاضها أين أولئك العرب الأقحاح الذين لم يعرفوا لغة غير الفصحى ؟!
العرب أنفسهم اليوم لا يكادون يفهمون لغة بعضهم لأن كل شعب تقوقع على لغته العآمية ولو كانت الفصحى هي السائدة لما وجدنا صعوبة في فهم بعضنا ومثل على ذلك المغرب العربي ، هل تفهمون شيئا مما يتحدثون به ؟
اختلط الأمر علينا حتى لم نعد نعرف أنحن ننظم شعرا فصيحا أم عآميا وكل من وضع حرفا موحدا لقافية ما حسب نفسه شاعرا بل أصبحنا نعيب ونثبِّط على من يجعل الفصحى له بوصلة فنقول : متكلف ، متقعر ،متفيهق .... إلى آخر تلك الكلمات المعوِّقة ، صرنا نميل إلى زبد القول ونطرب له ! ورحم الله حافظ إبراهيم حيث قال :
أيهجرني قومي عفا الله عنهمُ ------- إلى لغة لم تتصل برواة
فيا ويحكم أبلى وتبلى محاسني ------ وفيكم وإن عز الدواء أساتي
سامحوني لقد استرسلت وما كنت أظنني سأكتب إلا بضعة أسطر ولكن الحديث في مثل هذا الموضوع ذو شجون .

عبد الرزاق بن صالح

 

 

   

رد مع اقتباس