عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2011, 06:30 PM   رقم المشاركة : 3

 

.

*****

مع التحية والتقدير للأخ الكريم غامداوي

التالي منقول بتصرف واختصار من موقع الشيخ محمد صالح المنجد

لا تخلو هذه الحياة من مصائب ومحن تصيب هذا الإنسان ، ومن ثم فلا يجد بدّ من شكواها ليخفف عن نفسه ، والله يبتلي عباده ليسمع شكواهم إليه ، إذ الشكوى إليه تحقيق للعبودية . وفي سير الأنبياء والصحابة دروس للمصابين وهم يشكون ما أصابهم إلى ربهم فتعود عاقبة ذلك سكون القلب وتفريج الكرب . وهناك فقه للشكوى إلى الله ينبغي التعرف عليه

لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا = وبت أشكو إلى مولاي ما أجد
وقلت يا أملي في كل نائبة = ومن عليه لكشف الضـر أعتمد
أشكو إليك أموراً أنت تعـلمها = ما لي على حملها صبر ولا جلد
وقد مددت يدي بالذل مبتهلاً = إليك يا خير من مدت إليه يد
فلا تردنـّها يا رب خائبة = فبحر جودك يرد كل من يرد

الشكوى لمن؟
إلى من يشكو الإنسان أمره؟


كان الأنبياء والرسل وهم خير الخلق إذا نزل بهم البلاء واشتد بهم الكرب وعظمت المصيبة عندهم لجأوا إلى الله وتضرعوا إليه وأظهروا افتقارهم إليه بالشكوى

فهذا نوح عليه السلام لما أشتد عليه أذى قومه حاصروه وهددوه وكانوا يأخذون من يتبعه فيفتنوهم عن دينهم (فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ * فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ) [سورة القمر:10-11]

وهكذا قال يجأر إلى الله (رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا * وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا) [سورة الجن: 21]

أما نبي الله يونس عليه السلام فلم يكن عنده أصلاً من يشكو إليه إلا الله لأنه محبوس في بطن الحوت في هذه الغواصة التي تجوب قيعان البحار لكن في حال من الأذى والضعف في بطن الحوت وفي ظلمات البحر والليل وبطن الحوت (فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) [سورة الأنبياء:87]
وهكذا تتلمس في شكوى ذلك النبي معاني الضعف والمسكنة والافتقار إلى الله ولذلك جاءت النتيجة (فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ) [سورة الأنبياء: 88]

يعقوب عليه السلام عندما فقد يوسف أصلح أولاده وأمثل أولاده

ويوم اشتد الحزن على يعقوب عليه السلام وعظم البلاء وطالت المدة لم ييأس ولم يزال يدعو ويدعو فلما لامه بعض أهله على إضراره بنفسه قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) [سورة يوسف:86] بمعنى لا أشتكي إليكم وليس عندكم

يا من يجيب دعا المضطر في الظلم = يا كاشف الضر والبلوى مع السقم
قد نام وفدك حول البيت وانتبهوا = وأنت يا حي يا قيوم لم تنم
إن كان جودك لا يرجوه ذو سفه = فمن يجود على العاصين بالكرم

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس