4- و هو سمت الصالحين في الأمم السابقة ،
من أمثال المرأة الصالحة بنت الرجل الصالح التي جاءت إلى موسى عليه الصلاة و السلام
على صفة ذكرها الله في كتابه فقال عز و جل :
( فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا )
جاءت مستترة قد وضعت كم درعها على وجهها حياء تغطيه ،
و يحسن بعض القراء في الوقوف على قول الله عز وجل ( تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ )
فإذا تابع القراءة قرأ ( عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ )
ليقع في روع المستمع أن مشيتها كانت على استحياء ،
و كذا قولها و خطابها كان على استحياء .
و تأمل الحياء في قولها :
( إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ ) بدلاً عن ( تعال معي )
و إلى البعد عن كل ريب ببيان سبب الدعوة : ( لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا) ،
و به يتحقق أيضاً طمأنة المدعو .
5- وهو سمت صالحي هذه الأمة ،
قال صلى الله عليه و سلم : " إن عثمان رجل حيي "
أخرجه مسلم .
6- و هو صفة للملائكة ،
قال صلى الله عليه و سلم في عثمان – رضي الله عنه - :
" ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة " .
أخرجه مسلم .
و السؤال : من بقي من المخلوقات ليست صفته الحياء ؟
7- وردت في الحياء أحاديث عدة تدل على فضله ،
و تحث عليه ، أو تحذر من فقده ، و قد سبق بعض منها ، و فيما يلي بعض أخر:
* قال صلى الله عليه و سلم في حديث متفق على صحته : " الحياء لا يأتي إلا بخير "
* وقال عليه الصلاة و السلام في الحديث الصحيح : " الحياء خير كله "
أو " الحياء كله خير " .
* وقال صلى الله عليه و سلم : " إن الحياء و الإيمان قرنا جميعاً ،
فإذا رفع أحدهما رفع الآخر"
قال الألباني : " صحيح "
* و قال صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى
إذا لم تستح فاصنع ما شئت "
غفر الله لكاتبه وناقله وقارئه .