عرض مشاركة واحدة
قديم 08-02-2009, 08:32 PM   رقم المشاركة : 1
هموم الوادي : تحوّلت بعض قُرانا إلى حظائر أغنام


 

خطرت لي فكرة زيارة صديق لم أره منذ زمن

فاتجهت لقريته الصغيرة طمعا في الحديث معه بعد طول انقطاع

دلفت إلى القرية الهادئة ولكن ....

امتدت يدي بحركة لا إرادية ممسكة بطرف عمامتي لأغلق بها أنفي

فرائحة الأغنام ومخلفاتها لا تُطاق وهي أول ما يستقبل الداخل إلى القرية

أكملت دخولي للقرية وازدادت تلك الروائح بصورة أعجب من قدرة الآخرين على تحمّلها

طرقت باب صديقي وكررت ذلك الطرق لعله يستعجل دخولي وينقذني من تلك الرائحة

خرج ودلفت منزله بسرعة ولكن تلك الرائحة لا تزال عالقة في كل جزء من بيته كذلك

مازحته : هل أصبحت صاحب أغنام تقوم بتربيتها في إجازة الصيف ؟

أجاب : ليس الأمر كذلك ولكنها من الجيران سامحهم الله

فحتى الإجازة الصيفية لم يعد لها طعم أو رغبة

فالوضع كما ترى لا يُحتمل .... فكيف بأطفالنا وعوائلنا ؟

قاطعته متسائلاً : ألم تخبر جيرانك بذلك ؟

رد مبتسماً : ليتنا نسلم من كلاب حراسة أغنامهم تلك

وما أعانيه هنا يعانيه كل بيوت القرية ومسجدها كذلك

فالروائح لا تطاق ولا يمكن احتمالها

وعندما أتحدق مع البعض يقولون لا نريد أن نخسر جيراننا

وأنا آتي هنا في إجازة الصيف فقط ولا أريد أن أخسر أحداً

فسبحان الله هذا شعور الجيران وحرصهم على جيرانهم مربي الأغنام

ألم يصل لهم ذلك الشعور أيضاً

وطلبت منه أن انقل تلك المعاناة هنا لعل من يهمه الأمر أن يفطن إليه

وبعد إلحاح ووعد بعدم الإشارة إليه من قريب أو بعيد

وان – ساحات وادي العلي – منبر إعلامي هدفه تحقيق الترابط بين أهل الوادي

وافق الصديق على ذلك ورافقني إلى باب بيته معتذرا عن تلك الرائحة

وأخبرته بأنه لا ذنب له ليعتذر عليه

وربما في المرة القادمة عندما اعو داليه يكون الوضع قد اختلف

ابتسم ابتسامة غير المتفائل

وقلت لنحاول فربما يتغيّر شيئاً

فقط قل : يارب


 

 
























التوقيع



رأى رجلٌ رجلاً يختال في مشيه
فقال : جعلني الله مثلك في نفسك ولا جعلني مثلك في نفسي



المهاتما تعني صاحب النفس العظيمة

   

رد مع اقتباس