عرض مشاركة واحدة
قديم 06-11-2009, 11:27 AM   رقم المشاركة : 8

 

.

*****

تحية وتقدير لبرقنا العزيز ونتفق معك ومع كل من شارك

وقد اعجبني المقال التالي في احد المنتديات لكاتب سمى نفسه ( صالح سويدان ) وفيه يقول :

الجوهر أم المظهر .. ؟

عندما نتحدث عن الجوهر فإننا نقصد به مكنون الإنسان ونفسه المتمثلة بأفعاله وأقواله المكونة في النهاية لمفهوم شخصية الإنسان، والإشارة إلى هذا المصطلح من أجل العلم بأجزاء الإنسان ومكوناته من أجل أن نحسن تقييمنا وتقويمنا لبعضنا إن دعت الحاجة، فهل الإنسان بجوهره أم بمظهره ؟ وهل للمظهر أي علاقة بمفهوم الإنسان وقيمته ؟ وهل للتدين والأخلاق والقيم والمبادئ وما إلى ذلك من تلك المصطلحات أي علاقة بالمظهر ؟

الأصل في الإنسان جوهره ابتدأً في الأهمية والمظهر يبنى عليه بعد ذلك، والتقيم والتقويم للإنسان خطأ ابتداءً أن يكون من المظهر، فقول الله تعالى : " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " والتقوى محلها القلب تثمر عملا يظهر في جوارح الإنسان، وحديث النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظرإلى قلوبكم وأعمالكم "رواه مسلم ، هذان النصان يؤسسان لما ذكرته سالفا من أن جوهر الإنسان هو الأساس والأصل الذي يحاسب عليه الإنسان، ويأتي المظهر بعد ذلك لكي يعبر عن مكنون الإنسان وجوهره، ولا أقصد من قولي هذا أن أقلل من الهوية والهيئية، فالواقع الذي نحيا به نظرا لاختلاط المسميات والمفاهيم والمبادئ لدى الإنسان قد أظهر لنا بعض المشاهدات غير المنطقية، كحال الرجل الملتحي مثلا والذي يتبادر إلى الذهن مباشرة أنه رجل ملتزم دينيا ، فنراه مثلا و على سبيل الحصر لا التعميم فالتعميم حكم غيرمنضبط، نراه يكذب بسلوكه وفعله مظهره، فيقدح سلبا مضامين القدوة لدى الناس، أو فتاة محجبة يصدر منها ما يصدر من غير المحجبة، والعكس صحيح وهذا المثال لا على التعميم بل لمشاهدات نراها ونعيشها في الواقع .

ولهذا نتروى في الحكم على الناس ولا نسيئ الظن ولا نتعجل، فالعبرة بالعمل والمظهر لا نقييم الإنسان من خلاله إلا أن كان واضح الدلالة على مقصد صاحبه، فأصابع اليد ليست كبعضها ، فنتمهل ونتروى في الحكم على الناس أيا كان مظهره .
(انتهى)

لك أخي الكريم البرق وللجميع تحياتي

*****

 

 
























التوقيع

   

رد مع اقتباس