- الحياء و الاستحياء من صفات الله تعالى
و هي صفة خبرية ثابتة بالكتاب و السنة و (الحيي) من أسماء الله جل و علا.
و دليل من الكتاب: قوله تعالى:
{ إنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيي أَن يَضْربَ مَثَلاً مَّا بَعوضَةً فمَا فوْقَهَا}
و قوله:
{وَ الله لاَ يَسْتَحيي مِنَ الحَق}
و من السنة: حديث أبي واقد- رضي الله عنه - في الصحيحين و فيه:
(( و أما الآخر فاستحيا، فاستحيا الله منه، و أما الآخر فأعرض فأعرض الله عنه )).
و حديث سلمان- رضي الله عنه - مرفوعاً
(( إن ربكم حيي كريم، يستحي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً خائبتين ))
رواه أبو داود و الترمذي.
و حياء الرب جل و علا ليس كحياء المخلوقين الذي هو تغير و انكسار
بل هو حياء يليق بجلاله يكون فيه ترك ما ليس يتناسب
مع سعة رحمته و كمال جوده و كرمه و عظيم عفوه
فلا يفضح عبده إذا عصاه و جاهر بذلك
بل يستره استحياء من هتك ستره، قال ابن القيم في نونيته:
وهو الحيي فليس يفضح عبـده *** عند التجاهر منه بالعصيـان
لكـنه يلقي علـيه ستــره *** فهو الستير و صاحب الغفران