عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2010, 07:57 PM   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
الصورة الرمزية عبدالعزيز بن شويل
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 19
عبدالعزيز بن شويل is on a distinguished road


 


- أعظم صور الحياء الحياء من الله

فمن استخف بالأوامر و النواهي الشرعية دل ذلك على عدم إجلاله لربه

و إعظامه و عدم حيائه منه جل و علا،

و أدل دليل على ذهاب الحياء من الله عند بعض الناس

أن تجده ضابطاً لسلوكه و أقواله و أفعاله عند من يحترمهم من البشر،

ثم هو إذا خلا منهم و لم يطلع عليه إلا رب البشر وجدته يتصرف بلا قيود،

و عن سعيد بن يزيد الأزدي- رضي الله عنه -

أنه قال للنبي صلى الله عليه و سلم:

(( أوصني قال: أوصيك أن تستحي من الله عز وجل كما تستحي من الرجل الصالح))

قال المناوي- رحمه الله - :

(أوصيك أن تستحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك)

قال ابن جرير: هذا أبلغ موعظة و أبين دلالة بأوجز إيجاز، و أوضح بيان،

إذ لا أحد من الفسقة إلا وهو يستحي من عمل القبيح عن أعين أهل الصلاح،

و ذوي الهيئات و الفضل أن يراه وهو فاعله،

و الله مطلع على جميع أفعال خلقه،

فالعبد لإذا استحى من ربه استحياءه من رجل صالح من قومه

تجنب جميع المعاصي الظاهرة و الباطنة،

فيالها من وصية ما أبلغها و موعظة ما أجمعها
"

و لقد كان الرعيل الأول أشد الناس حياءً من الله تعالى

حتى تعدى حياؤهم لشيء لابد لهم منه

ففي صحيح البخاري سئل ابن عباس عن قول الله تعالى:

{ أَلا إِنَّهُمْ يثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ

إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ
}

فقال:" أناس كانوا يستحيون أن يتخلوا فيفضوا إلى السماء

و أن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء فنزل ذلك فيهم
"

و يفضوا إلى السماء أي ليس هناك ما يحجبهم من سقف و نحوه.

و كان أبو بكر الصديق يقول:

"استحيوا من الله فإني أذهب إلى الغائط فأظل متقنعا بثوبي حياءً من ربي".

و كان أبو موسى إذا اغتسل في بيت مظلم لا يقيم صلبه حياء من الله عز وجل.

 

 

   

رد مع اقتباس