عرض مشاركة واحدة
قديم 01-29-2010, 12:41 AM   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
عضو ذهبي
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 11
نزهة المشتاق is on a distinguished road


 

نقلاً عن منتدى تيارات ثقافية للدكتوره كوثر القاضي

محمد بن عبدالرزاق القشعمي ـ عشر سنوات على فراق المشري


عبدالعزيز مشري.. ما زلت ماثلا بشموخك أمامي كما عهدتك رغم ما عانيته صحيا بسبب داء السكري المستشري في جسمك على مدى سنوات طويلة.. عرفتك خلال عملك في جريدة اليوم في الدمام عام 1397هـ/1977م، عندما كنت أعمل في مكتب رعاية الشباب في الأحساء..
عشر سنوات على فراق المشري

محمد بن عبدالرزاق القشعمي

عبدالعزيز مشري.. ما زلت ماثلا بشموخك أمامي كما عهدتك رغم ما عانيته صحيا بسبب داء السكري المستشري في جسمك على مدى سنوات طويلة.. عرفتك خلال عملك في جريدة اليوم في الدمام عام 1397هـ/1977م، عندما كنت أعمل في مكتب رعاية الشباب في الأحساء.. جئت فرحا بنص محاضرة ألقاها الدكتور خالد السيف وكيل جامعة الملك فيصل في الأحساء بعنوان (دور الكمبيوتر في الحياة المعاصرة)، وذلك مشاركة منه في الموسم الثقافي للمكتب.
عرضت الموضوع على الصديق الأستاذ محمد العلي رئيس تحرير جريدة اليوم وقتها وطلبت منه طباعتها في مطابع الجريدة، فرشحك لتتولى متابعة الموضوع وتصحيح تجارب الطباعة، وقد وعدتني أن تكون حلقة الوصل بيني وبين المطبعة وأملتني بانتهاء الطباعة خلال أسبوعين، وعند عودتي في الموعد المحدد لم أجد العمل قد أنجز فهاجمتك وقسوت عليك بشديد العبارة، وقد قابلت هجومي بالصمت المخجل، وبعد مدة تعمقت علاقتي بك حتى أصبحت صداقة امتدت حتى آخر أيامك، فلك الرحمة والغفران.
تعرض المشري لظروف صحية قاسية، ولأمور اضطرته للبقاء في الكويت والقاهرة بعض الوقت حيث تضاعفت آلامه وتعددت مشاكله الصحية فنصحه أحدهم بالذهاب إلى طبيب مشهور في القاهرة يقال إنه الطبيب الخاص بالفنان محمد عبدالوهاب، فأعطاه علاجا أعطب كليته وأعاق توازنه ومنعه من الوقوف أو المشي.
تزوج هناك في عام 1980م، من السيد ناهد، وهي أردنية من أصل فلسطيني، وحيث لم ينجبا نظراً لظروفه الصحية، فقد اختار أن ينفصلا شرعيا ليتيح أمامها فرصة الزواج والإنجاب، وقد انفصلا بعد علاقة استمرت عشر سنوات، وكان من نبله وانسانيته أنه يبعث لها بمرتب شهري حتى تزوجت وأنجبت.
وقد أهدى لها مجموعته القصصية (أسفار السروري) ط1: 1986م، قائلا: «الإهداء: إلى ناهد.. الصمود والوفاء..» اختار أن يترك الإقامة بالدمام وينتقل إلى جدة حيث اشترى منزلا مع شقيقه أحمد، وأقام به بقية حياته.
ورغم إعاقته التامة وتمكن السكر من التغلغل في جسمه وفشل الكلى وفقدان النظر أخيرا مرورا بقطع إحدى أصابع يده اليسرى، ثم قطع رجله اليمنى في الفخذ، وعندما عاث به السكر وتمكن وبدأ داء الغرغرينا يغزو قدمه الأخرى (اليسرى) رفض وقاوم قطعها، حيث أجمع الأطباء، مما حمله على السفر إلى أمريكا لعل وعسى، ولكن فات الأوان.. فقالوا له: لو وافقت على ما طلبه الأطباء هناك لكان أفضل.. وقد سرت الغرغرينا إلى الفخذ مما حملهم على قطعها هي الأخرى.
عاد إلى وطنه واستمر يكتب زاويته بالجزيرة (تلويحة) وبدأ يكتب روايته الأخيرة (المغزول) والذي وافاه الأجل قبل أن تكتمل.
لقد كنت أزوره في منزله في شارع المكرونة في جدة قبل وفاته بسنة وقبل أن يفقد كامل بصره، فكان يمسك بالقلم ويضع مسطرة في آخر الورقة حتى يعرف نهاية السطر وكان يميل السطر وتنتقل نقط الحروف إلى غير أماكنها.. وكان الأستاذ محمد الدبيسي مدير مكتب جريدة الجزيرة في المدينة هو الذي يستلم مقالاته وهو الذي يعرف خطه الصعب، فكان يعيد كتابتها مرة أخرى فيهاتفه ليقرأها عليه مرة أخرى ليصححها قبل إرسالها للنشر.
توفي رحمه الله في جدة يوم الأحد الخامس من شهر صفر 1421هـ الموافق 7 مايو 2000م، وقد ترك سبع مجموعات قصصية وسبع روايات مع مجموعة من الأعمال الفنية واللوحات التشكيلية، كما أن له محاولات شعرية لم تطبع اختار لها عنوان (ترنيمة)، وبحثا مخطوطا باسم (القصة القصيرة في المملكة).
الآن وقد مضى على فراقه عشر سنوات، وكتب عنه الكثير من المقالات والقصائد وأصدرت بعض الصحف والمجالات المحلية ملاحق عنه، إضافة لما خصصته مجلة (أدب ونقد) في القاهرة من ملف غني عنه في عددها 214 لشهر يونيه 2003م، بمناسبة مرور ثلاث سنوات على وفاته.
أقول إن علينا واجبا نحوه وأمثاله من المبدعين في أن نحيي ذكراهم وأن نحتفي بهم وبما خلدوا أنفسهم به من أعمال ستبقى للأجيال القادمة.. فليت إحدى المؤسسات الثقافية تعنى بجمع ما كتب عنه مع إعادة إصدار أعماله وأتقدم بهذه المناسبة للاستاذ عبدالمقصود خوجة صاحب الإثنينية الشهيرة، فلعله يضيف أعمال المشري لأعمال الرواد التي بدأ في نشرها وتوزيعها، علما بأن صديقه الأستاذ الشاعر علي الدميني قد قام بجهد مشكور بإعادة طباعة مجموعاته القصصية والروائية.
ABO-YAROP.KASHAMI_(at)_HOTMAIL.COM

عكاظ-17-1 و منبر الحوار

 

 

   

رد مع اقتباس