عرض مشاركة واحدة
قديم 02-18-2008, 02:36 AM   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
البعيد القريب is on a distinguished road

حكوّة شخموت ال عثرب


 


يحكى أن عثرباً نبت في (زبير) إحدى الركايب الجميلة...وكان لعثرب جيران لطفاء ‏يتسامر معهم في أمسيات وعصاري ايام الربيع المنعشة... فيسيّر عليه جاره ‏‏(الإنقاص) للتسامر سوية مع جارتهما (الخلفه) التي تحل في إحدى القصاب ‏المجاورة... وتأتي صارةً في حوكتها طبخة بن في كل مرّه... ويستأنسون بسماع ‏الموسيقى الشعبية التي تذيعها محطة القرية لفرقة (العِداد) الموسيقية...فتنطلق ‏الحنجرة الذهبية لمطربتهم المفضلة (الدرّاج) ويشنفون الآذان بصوت العازف ‏‏(الرِشا) على ربابته (المحّاله) ويلحق زميله (مقاط) على إيقاعه... وتقف (السهمان) ‏تعرض و(القلنسوة) تسايف وتصفق في أوج الطرب... ويخرج (الغرب) ببطء من ‏أثر حمل (الثقََل) الذي قد أندمل في جلده مع مر السنين..يرتقي بصوته الشجي ‏ليغيض ذلك الدلو الذي أعجف جلده على (الرُعال) من ندرة استخدامه في ظل بركة ‏الغرب المكتنز الذي يملأ القف من (زمامه) الرحب لمن أراد السقيا...‏
ويحدي المايسترو (بحدوّته) و(تشل) معه (العرقة) الحدوة على ظهري الثورين ‏ويتمايلا على أنغامها بسناميهما التي إحتزمت بـ(الأقتاب) غير آبهين بـ(الطيغة) التي ‏ملأت (المجرّه)... ساحبةً الغرب من (المقرب) الى (المحول)... بدون امتعاض.. لما ‏في (المذود) المجاور من مكافأة مجزية للمعاونه في تلك (الصده). ‏

لم يكن هنالك ما يكدر صفو شخموت ال عثرب وصاحبه (إنقاص) وتلك العجوز ‏‏(خلفة) أي مكدر...اللهم خدش من (لومة)... أصاب صاحبها المسن ضعف النظر... ‏أو ندبة من مسحاة طائشة من مزارع أنشغل عن التركيز عليها برؤية صبيته التي ‏جلبت (الفال)....‏
وحتى في موسم (الخُرفه) يختفي كل الجيران فها هو العم شعير... والعم حنطه قد ‏صرموهما وسيقا الى (المسطح) ليسلخا في موسم نضجهما في (الجرين) وتديسهما ‏‏(الخورمة) بلا رحمه وتتناثر أشلائهما بين أيدي النساء في (المذرّى) ويدفن ما تبقى ‏منهما في مقبرة (السفل) المظلمه ومثلهما العم كعشان أبو خريف ...‏

فأنّى لـ(إنقاص) أن يتذمر عندما يجود بثمرته مرة رأس العام ...ويبقى حياً يرزق ‏‏...والعمه خلفه التي يتجدد عمرها مع كل صرمة تنالها......‏

 

 

   

رد مع اقتباس