إبراهيم محمد باداود
الأربعاء 06/06/2012
ذكرت بعض الأخبار أن رئيس وزراء تركيا السيد أردوغان سُئل في إحدى المؤتمرات (كيف جعلت تركيا تصل للمرتبة الـ 9 كأغنى دول العالم بعد أن كانت في المرتبة الـ 111 قبل توليك السلطة..؟)، (كيف ارتفع دخل الفرد القومي في تركيا من 2300 دولار في عام 2002 إلى أن وصل 11,000 دولار في عام 2011 أي تضاعف أربع مرات ونصف في ثماني سنوات).
لم تكن الإجابة بوضع قوانين أو أنظمة حديثة، ولم تكن الإجابة بتشديد المراقبة وسن تشريعات جديدة وضوابط قاسية، ولم تكن الإجابة بزيادة أنظمة المتابعة والتحقيق، ولم تكن الإجابة بالإعلان عن نظام جديد لعقوبات رادعة للفساد، لم يتحدث عن خطط خمسية ولم يتحدث عن وضع آليات متطورة لتعقب كل خلل يمكن أن يؤدي إلى تساهل أو خلل.
كانت الإجابة ببساطة (لا أسرق)، تخيّلوا هذه الإجابة هي التي قادت تركيا إلى الوضع الاقتصادي التي هي فيه الآن وهو السر في حدوث هذه النهضة الاقتصادية لهذه الدولة والتي تعمل على أن تواصل انتعاشها ليصل حجم التجارة الخارجية لها إلى تريليون دولار في عام 2023 ويصل دخل الفرد 25,000 دولار.
كلمة بسيطة (لا أسرق) فتصبح قدوة لكل من هم معك في عملك، (لا أسرق) فيحترمك العدو قبل الصديق، (لا أسرق) فتجد البركة في الوقت والجهد، (لا أسرق) فأنت تعمل بكل شفافية وقوة ولا تخشى أحدًا، هذا هو المنهج الذي يقود للنجاح والذي يمكن من خلاله أن تتحقق الأهداف وتنهض الأمم.
السيد / أردوغان رئيس وزراء تركيا تسلم رئاسة الحكومة وتركيا غارقة في الديون ، وترسف في أغلال الفقر والتخلف ، حتى أن الأوربيين يدعونها رجل أوروبا المريض ومنهم من يصمونهم ببدو أوروبا .
تسلم رئاستها هذا الرجل فانتشلها من هذا المستنقع ومثله في هذا العالم كثير .
مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا الأسبق جعل دولته خلال عشرين عاما في مصآف الدول المتقدمة التي يشار إليها بالبنان وهي جارة لأندنوسيا وانظروا الفرق بين هذه وتلك .
الدول تتقدم عندما يتولاها المخلصون الذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا .