الموضوع: باركولي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-23-2010, 11:02 PM   رقم المشاركة : 1
Sabr6 باركولي


 

{باركوا لي }

بلغت المئة ونيف ولم يبارك لي أحد ، لاتظنوا أنني أمزح أو أهذي بسقط القول .
نعم لقد ذرفت على المئة ، ولم تكتحل عيناي بمباركة من أحد على الأقل من باب المجاملة !!! لماذا ؟؟؟ .
هذا سؤال قلق يخفي في باطنه إجابات أشد قلقا .
لأنك يارفيق الدرب وبكل بساطه ليس لك تكئة من مال أو جاه وليس لك كما تزعم إلا وفرة من المبادئ والقيم المثالية والتي لن تجد لها في عالم الواقع سوقا إلا في عالم الخيال ، ولا مصرفا إلا في بنوك الإفلاس ، وإلا لتسابق في التهنئة لك وتلميعك ، وخطب ودك ، من تعرف ومن لا تعرف ، وألبسوك حلة قشيبة من المديح وأسدلوا عليك أستارا من الثناء بما هو فيك وما ليس فيك.

يجب عليك يا أبا صالح أن تجاري القوم تكتب وتعلق وتداخل وترد على المديح بمثله وإلا فأنت لاتجيد المحاصصة المدائحية ، وعليك أن تكتب كلاماً مستجاداً ينتفع به القارئون ، وتدبج ألفاظا عذابا يطرب لقراءتها المثقفون , حتى لو تجتر ما أبدعه الآخرون ، هذا لا يهم ، المهم أن تجاري القوم وإلا فأنت تغرد خارج السرب ، لايشفع لك ضعف ناظريك ولا تحزنهم آلام ركبتيك أو أنك تكتب بغير يديك ، وما أخفيت من عيوبك عنهم كان أعظم لديك .

هذه مشكلتك وحدك تخصك أنت دون غيرك ، فلا تثقل بها مسامع الآخرين .

فلماذا تعتب يارعاك الله وأبعدك شانئيك ، وأنت مقصر في إقامة جسور من الود بينك و بين قارئيك .

الكتاب ياصاحبي يتباهون بالآلاف وأنت تفخر بمئة ليس لها إلف ولا إيلاف .

ولكن نصيحتي أسوقها إليك: أن تتعظ بما قاله الشاعر رحمه الله:
( إما تسوّي كماهم ياحسن والا جليت ) .

يااااااه !!!
لقد أريتكم من عيوبي أكثر مما أراناه هذا الشاعر من عيوبه حين قال:

من عاش أخلقت الأيام جِدته = وخانه ثقتاه السمع والبصر

علما أن شاعرنا خانه الكثير وليس السمع والبصر فقط هما من خاناه ، ولكنه كان ظنينا علينا بذكر البقية ، ربما حفظا لماء وجه آسن .

وها أنا قد مازحتكم بكلمات ليست من ركاز القول الذي يوقر في القلوب ، ويستقر في الأذهان والصدور وإنما هي من زبد القول الذي يذهب جفاءً ، ظناً مني أني سأرسم بسمة على كل ثغر يقرأ مقالي فيشفق لما آل إليه حالي ، فيعذرني في حلٌي وارتحالي ، ثم يمتطي صهوة أفكاره ، ويطلق قلمه من عقاله ليبرهن أن أفعاله تسبق أقواله .

ويكتب ألف مبرووووووووووووووووووووك .

باركوا لي

باركوا لي قد بلغت الأرب = مئة قد سببت لي الكربا
وبلوت السهد حتى ذقته = أشحذ النوم ومني هربا
هدني الإعياء ما من مؤنس = فاتخذت الليل فيها سربا
*****=*****
يارفاق الحرف طبتم معشراً = واشكروا من كان فيها سببا
قد بنوا ساحاتنا حتى غدت = تنطح النجم وتعلو الشهبا
أنظر الساحات ليلاً فأرى = درراً مما كتبتم عجبا
ماجفوناها ولا من عتبٍ = فسبيل الرشد ألا أعتبا



مع تحــياتي




 

 

   

رد مع اقتباس