عرض مشاركة واحدة
قديم 11-11-2009, 10:03 PM   رقم المشاركة : 23

 

وكان يدعونا رحمه الله إلى منزله ويعد لنا الشاي وهذا امر غير عادي في تلك الايام فما كنا نجد ذلك في منازلنا إلا بشق الانفس
أخي الكريم وزميلي الوفيّ / أبو ياسر ــ عبد الحميد بن حسن بن صوهد
أنّت موفّق بإذن الله تعالى ومُيسّرٌ إلى الخير يا أبا ياسر نفع الله بك الأحياء والأموات ولقد أوردت ما أوردّته مِن سيرة جدّي جمعان بن سعيد العفاس وابنه صالح وزوجته أمّ صالح رحمهم الله جميعاً ورحم الله والدَيْنا وكلّ مَن له حقّ علينا والمسلمين أجمعين وكُنت سبباً في الدّعاء الصّالح لهم وبهذا نفع الله بك ــ كما قلت ــ الأموات وقدّمت لهم هذه الهديّة الّتي هم في أشدّ الحاجة لها فبارك الله فيك ووفّقك إلى كلّ خير .
وبالإشارة إلى الجزء الّذي اقتبسته مِمّا كتبت أقول كان رحمه الله كريماً جواداً معطاءاً عطوفاً يحبّ أن يستضيف في بيته الكبار والصّغار وكنت مِمّن حظي بعطفه وشملهم بإحسانه وكرمه فهو جدّي خال أمّي شقيق جدّتي ؛ كان يأتي إلى مدرسة وادي العلي ويأخذني إلى بيته ويكرمني ويرى ذلك مِن ضِمْن صلة رحمه ( صلة جدّتي ووالدتي ) وكان رحمه الله يوصيني بهما ويهتمّ بي مِثل اهتمام الأب بابنه يقابلني بابتسامة ويودّعني بوصيّة ويحمّلني سلاماً وتحيّة لجدّتي ولوالدتي وما لم أعرفه عنه علمته مِن جدّتي رحمها الله ومِن والدتي أحسن الله خاتمتها ورزقني بِرّها اللّهم آمين .
أمّا قصيدته اللّتي ذكرتها له بدعاً وما تفاعل معها ملاسي رحمه الله ردّاً فقد خرجت مِن قلب مكلوم بالفعل وما أعذب الشّعر وأصدقه إذا كان ناتجاً عن معاناة ألم وحُزن عميقين حينئذٍ تنقاد الكلمات إنقياداً وهذا بالفعل ما ظهر في البدع والرّد فكلاهما مؤثّريْن ومُعبّريْن ! لكنّني أشكّ في مَن قيلت فيه فكلمة الظّنين كثيراً ما تستعمل في وصف الأبناء وليس غيرهم أمّا الزّوجة والأمّ والأخوات فينعتن بنعوت أخرى ولو قلت أنّ ابنه صالح مات مُبكّراً لقلت فيه قِيلت وأيّاً كان ذلك الّذي قيلت فيه المرثيّة فهو يدلّ على غلاوة مَن قيلت فِيه ومَدى تأثّر قائلها ! فرحم الله أمواتنا جميعاً وبارك في أحيائنا وأحسن خاتمتنا وختم بالصّالحات أعمالنا وأعمارنا ولك مودّتي ومحبّتي ودعائي يا أبا ياسر ولشاعرنا أبا سامي مثلها لاهتمامكما بالأحياء والأموات .

 

 

   

رد مع اقتباس