بسم الله الرحمن الرحيم
إِقْـرَأْ وَرَتِّـلْ وَارْتَـقِ الـدَرَجَـاتِ = وَاسْتَفْتِـحِ الـفِـرْدَوْسَ بِـالآيَـاتِ 
رَدِّدْ كَـلامَ اللهِ وَاسْتَسْـقِ الـهُـدَى = وَامْـلأْ فَـرَاغَ القَلْـبِ بِالخَفَـقَـاتِ 
طَهِّرْ فُـؤَادَكَ وَالجَـوَارِحَ  وَالنُّهَـى = ثُـمَّ اسْتَعِـذْ بِاللهِ مِــنْ نَـزَغَـاتِ 
وَاخْشَعْ بِصَوْتِكَ وَالشِّغَـافِ  تَقَرُّبَـاً = وَاخْضَعْ بِسَاجِي الـرُّوْحِ وَالخَلَجَـاتِ 
رَتِّـلْ مِـنَ الأَنْفَـالِ نَهْـجَ مُجَاهِـدٍ = وَاطْلُبْ بِهِ الرُّضْوَانَ فِـي  الغُرُفَـاتِ 
وَاسْتَرْجِعِ الإِسْرَاءَ وَاقْرَأْ فِي الضُّحَى = وَاسْتَرْشِـدِ الآدَابَ فِـي  الحُجُـرَاتِ 
وَانْعَمْ مَـعِ الأَبْـرَارِ فِـي عَلْيَائِهِـمْ = فِـي صُحْبَـةٍ قُدُسِيَّـةِ  النَّفَـحَـاتِ 
يَا قَارِئَ القُـرْآنِ نِبْـرَاسِ  الهُـدَى = غَيْـثِ النَّـدَى وَإِمَـامِ كُـلِّ  تُقَـاةِ 
أَوْدَعْتَهُ فِي الصَّدْرِ نُـوْرَاً قَـدْ سَنَـا = قَبَسَـاً مِـنَ المِصْبَـاحِ  وَالمِشْكَـاةِ 
وَحَفِظْـتَـهُ وَاللهُ أَكْــرَمُ  حَـافِـظٍ = تَجْلُـوْ بِـهِ مِـنْ حَالِـكِ  الظُّلُمَـاتِ 
تَجْلُوْ بِـهِ الأَنْفَـاسَ مِـنْ زَفَرَاتِهَـا = وَتَجُوْلُ مِـلْءَ الصَّـدْرِ  بِالشَّهَقَـاتِ 
إِقْـرَأْ وَرَتِّـلْ مَـا تَيَسَّـرَ إِنَّ  فِـي = هَـذَا الحَدِيْـثِ تَنَـزُّلَ  الرَّحَـمَـاتِ 
إِقْـرَأْ وَزِدْنِـي إِنَّ قَلْبِـيَ  ظَـامِـئٌ = مُتَلَـهِّـفٌ لِتَـفَـكُّـرٍ وَعِـظَــاتِ 
زِدْنِـي فَجِلْـدِي يَقْشَعِـرُّ  لِـذِكْـرِهِ = وَيَلِيْنُ جِلْدِي حِيْـنَ تَخْشَـعُ  ذَاتِـي 
وَيَزُوْلُ هَمِّي حِيْنَ أُنْصِـتُ  خَاشِعَـاً = وَدُمُـوْعُ عَيْنِـي تُغْـرِقُ الوَجَنَـاتِ 
وَالحَيْرَةُ الكَدْرَاءُ فِي لُجَـجِ  المَـدَى = تَصْفُـوْ وَتُبْـدِي دَرْبَ كُـلِّ  نَجَـاةِ 
هَلْ كَـانَ فِـي التَّنْزِيْـلِ إِلا رَحْمَـةٌ = لِلْعَالَمِـيْـنَ وَمَـنْـهَـجٌ لِـحَـيَـاةِ 
هَـلْ كَـانَ إِلا هَـادِيَـاً وَمُبَـشِّـرَاً = يَدْعُـوْ لِـكُـلِّ فَضِيْـلَـةٍ وَثَـبَـاتِ 
فِيْهِ الشِّفَـاءُ وَفِـي تَدَبُّـرِهِ الرِّضَـا = وَحُرُوْفُـهُ فَيْـضٌ مِـنَ  الحَسَنَـاتِ 
هُوَ مُؤْنِسِي إِنْ ضَاقَ صَدْرِيَ بِالوَرَى = وَمُعَلِّمِـي فِـي الصَحْـوِ وَالغَفَـوَاتِ 
إِنْ يَتَّخِـذْهُ القَـوْمُ مَهْجُـوْرَاً  فَمَـا = يَجْنُوْنَ غَيْـرَ الخُسْـرِ وَالحَسَـرَاتِ 
لَـوْلا اجْتَبَـاهُ المُسْلِمُـوْنَ إِمَامَهُـمْ = لَوْلا اسْتَقَرَّ الذِّكْـرُ فِـي  المُهْجَـاتِ 
لَـوْلا تَفَقَّـهَ فِـي الأُصُـوْلِ  أَئِمَّـةٌ = وَتَعَمَّقُـوْا فِيْهَـا إِلَــى الغَـايَـاتِ 
مَـا أَحْـوَجَ الأَيَّـام فِـي عَثَرَاتِهَـا = لِضِيَـاءِ دَرْبٍ رَاسِـخِ الخُـطُـوَاتِ 
مَـنْ يَطْلُـبِ العِـزَّ الرَفِيْـعَ  لأُمَّـةٍ = فَلْيَرْفَـعِ التَنْزِيْـلَ فِـي الــذُرُوَاتِ 
وَلْيَتَّبِـعْ نَهْـجَ الرَّسُـوْلِ وَصَحْبِـهِ = وَلْيَذْكُـرِ الرَّحْمَـنَ فِـي  الخَلَـوَاتِ 
وَلْيَحْفَظِ النَّفْسَ التِـي قَـدْ أَخْلَصَـتْ = للهِ تَـرْجُـوْ الـفَـوْزَ بِالـجَـنَّـاتِ 
فَالجَـنَّـةُ الـزَّهْـرَاءُ دَارٌ خِلْتُـهَـا = مَا لَـمْ تُحِـطْ وَصْفَـاً بِهَـا أَبْيَاتِـي 
شعر د. سمير العمري