هناك الكثير من القصائد التي تمر عليها وتعجب بها لكونها جميلة ومميزة ولكن هناك القيل من القصائد التي تستوقفك عنوة وتجبرك على قراءتها ثم قراءتها ولمرات عديدة والنظر إليها من أكثر من زاوية وتفحص معانيها وما خلف المعاني الظاهرة . ومن هذا النوع من قصائد الشقر الجنوبي هذه القصية التي بدعها ابن مصلح ورد علها البيضاني
البدع : ابن مصلح
كان قدام ما يطرى يكـون السواحل وإبلها
يوم راعي الإبل تعبان طول الزمان ولاش وإبله
وأكثر الناس ذاك الوقت ما يذكرون إلا بله
وأما في ذا السنين التالية إن الله إنه ما قنا بل
اتعب اهله ورعيانه وراحت بلاش رعيته
شفتها في طوارف نجد تسري طلوق بلا شمايل
ماربت في مداورها ولا ساعدت حلابها
الرد : البيضاني
انحن زهران مانربى ذليل (ن) ولاش (ن) وأبلها
عادت الجد من قدام ماقد ربينا لاش وأبله
وعيال البله بلهن ولا ينتجون إلا بله
وان دعانا الفهد نبدي معه تحت فيات القنابل
وان شرعنا البحر حنا بنقدر على شرعيته
والذي مطلقن ماقد بدى راس ريع بلاش مايل
والردي ماتمنى في المنيمس ويتحلى بها
بدع جميل من ابن مصلح احترافي وقوي يتحدث فيه عن السواحل وإبلها ومعاناة الوبالة مع إبلهم ولو تجاوزنا المعنى السطحي وأولنا على ما بدا لنا لوجدنا خوافي كثيرة في النص فأبن مصلح ليس براعي بل (ولا عنده ولا بله) كما قال المثل الشعبي. ولكنه إبداع الشاعر ، وقد أبدع ابن مصلح أيما إبداع في هذا الطرح وذلك لا يستغرب من ابن مصلح.
الرد كان من ملك الرد عبد الله بن عيضه البيضاني وكيف نتوقع أن يكون الرد إذا كان من ملك الرد ، لقد استغل البيضاني الطرح الموفق فكان الرد قوي وقوي ومذهل ودامغ وكل ذلك بأسلوب سهل وسلس ومقرب للنفس وللذوق :
انحن زهران ما نربى ذليل ولاش (ن) وابلها
عادت الجد من قدام ماقد ربينا لاش وابله
نعم يا عبد الله كيف لا وأنت من زهران وكفا ( بارك الله في يمننا ) .
وأترك لكم التمتع بالنص وتأويله.
ودمتم سالمين.