علي فرزات يهدم 'عرين' الاسد بقلمه الساحر
الفنان السوري المعروف برسومه اللاذعة للحكام العرب يستعد لاعادة اصدار مجلته الساخرة، وتكوين منتدى للكاريكاتير يدعم ارادة الشعوب الحرة.
ميدل ايست أونلاين
يولد مجددا من 'رحم' المعاناة
القاهرة – قطع رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات مسافة طويلة ذاق فيها طعم الاضطهاد والاغتراب قبل أن تسوقه الأقدار إلى ضفاف نهر النيل ليبدأ من جديد في القاهرة.
وحقق فرزات أحد أشهر الفنانين في سوريا شهرة كبيرة في العالم العربي وخارجه برسومه اللاذعة للزعماء العرب مثل معمر القذافي وصدام حسين وأخيرا الرئيس السوري بشار الأسد.
وحولت رسوم فرزات الساخرة من الزعماء العرب المستبدين الفنان إلى شخص غير مرغوب فيه في العديد من الدول، لكن فرزات اضطر في آخر المطاف للفرار من دمشق بعد أن تعرض للخطف والتعذيب.
وكانت الانتفاضة الشعبية على حكم عائلة الأسد في سوريا قد بدأت باحتجاجات سلمية لكنها أصبحت حاليا حربا أهلية قتل فيها ما لا يقل عة 32 ألف سوري.
واستأنف فرزات الرسم حاليا في القاهرة لصور التحدي التي يقول إنها ساعدت في تعبئة السوريين للثورة على النظام.
وقدم فرزات طلبا بالاشتراك مع صديقه ابراهيم جبين مذيع نشرات الأخبار السابق في التلفزيون السوري للحصول على ترخيص لإصدار مجلته الساخرة الدومري.
وكانت الحكومة السورية قد أغلقت في عام 2003 المجلة التي أسسها فرزات عام 2000 أثناء فترة وجيزة من حرية الإعلام.
وقبل ما يزيد قليلا على 12 شهرا خطف الرسام السوري وتعرض للضرب والتعذيب في هجوم ألقى باللوم فيه على جهاز الأمن السوري لإسكاته ومنعه من الرسم بعد أن حمل محتجون رسومه خلال مظاهرات الشوارع.
وذكر الفنان خلال مقابلة معه بالقاهرة أن رسومه أثارت غضب النظام السوري منذ بداية صدور مجلة الدومري.
وقال "بعد صدور أربع أو خمس أعداد من جريدة الدومري وجدت أن جهنم فتحت أبوابها في وجهي ولم أعد أعرف من أحارب. هل هو الفساد... هل هو النظام... هل هذه السلبيات... هل مافيات... وجدت الأمور كلها تشكل نسيجا واحدا. وأنا كنت بمفردي وكانت في مواجهتي الحزب والأمن والسلطة والنظام ومافيات... واستمر الصراع المرير إلى أن انتهت بإغلاقها عمدا من قبل الحكومة بقرار في عام 2003".
وأصدر فرزات في وقت لاحق مجلة على الإنترنت انتقد فيها برسومه شخصيات النظام بمن فيها الرئيس.
ومن رسوم الكاريكاتير التي رسمها فرزات في بدايات الانتفاضة رسم صور فيه الرئيس الأسد يقف مترددا أمام رزنامة (تقويم) ولا يريد نزع ورقة الخميس لأنه يعلم أن الجمعة الذي يليه سيجلب عليه المزيد من الاحتجاجات الشعبية في شوراع سوريا.
وحرص الخاطفون على كسر عظام يدي فرزات ليحرموه القدرة على الرسم، كما أصيب الفنان أثناء احتجازه بحروق في الوجه وفقد مؤقتا القدرة على الإبصار.
وهرب فرزات (60 عاما) في باديء الأمر إلى الكويت لقضاء فترة نقاهة. والآن هو في مصر ومصمم على مواصلة عمله ودعم الذين يسعون للإطاحة بالأسد في الانتفاضة المستمرة منذ 19 شهرا.
وذكر الفنان أنه متفائل بخصوص الانتفاضة السورية رغم إراقة الدماء. ويقول فرزات إنه يريد استئناف نشر مجلته ليساهم في تبديد الظلام الذي يرى أنه يلف العالم العربي. ويأمل الفنان تكوين منتدى مع فنانين شبان ورسامي كاريكاتير في مصر لدعم حركة الفن التي أيقظتها الانتفاضة المصرية.