يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحات الموروث والشعر والأدب > ساحة الأدب الفصيح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-2016, 12:02 AM   رقم المشاركة : 1
Berightback بايع الحكمة


 



بائع الحكمة

روي أن أحدَ الولاةِ كان يتجول ذات يوم في السوق القديم متنكراً في زي تاجر 0
وأثناء تجواله وقع بصره على دكان قديمٍ
ليس فيه شيء مما يغري بالشراء 0
كانت البقالة شبه خالية 0
وكان فيها رجل طاعن في السن 0
يجلس بارتخاء على مقعد قديم متهالك 0
ولم يلفت نظر الوالي سوى بعض اللوحات التي تراكم عليها الغبار
اقترب الوالي من الرجل المسن وحياه ،
ورد الرجل التحية بأحسن منها ،
وكان يغشاه هدوء غريب
وثقة بالنفس عجيبة
وسأل الوالي الرجل :
دخلت السوق لاشتري فماذا عندك مما يباع
أجاب الرجل بهدوء وثقة :
أهلا وسهلا 0 عندنا أحسن وأثمن بضائع السوق
قال ذلك دون أن تبدر منه أية إشارة للمزح أو السخرية ..
فما كان من الوالي إلا ابتسم ثم قال :
هل أنت جاد فيما تقول !؟
أجاب الرجل :
نعم كل الجد فبضائعي لا تقدر بثمن 0
أما بضائع السوق فإن لها ثمن محدد لا تتعداه
دهش الوالي وهو يسمع ذلك ويرى هذه الثقة ..
وصمت برهة وأخذ يقلب بصره في الدكان 0 ثم قال :
ولكني لا أرى في دكانك شيئا للبيع
قال الرجل :
أنا أبيع الحكمة وقد بعت منها الكثير 0 وانتفع بها الذين اشتروها
ولم يبق معي سوى لوحتين
قال الوالي : وهل تكسب من هذه التجارة
قال الرجل وقد ارتسمت على وجهه طيف ابتسامة :
نعم يا سيدي فأنا أربح كثيراً 0 فلوحاتي غالية الثمن جداً
تقدم الوالي إلى إحدى اللوحتين ومسح عنها الغبار فإذا مكتوباً فيها :
( فكر قبل أن تعمل ) تأمل الوالي العبارة طويلا ثم التفت إلى الرجل وقال :
بكم تبيع هذه اللوحة ..!؟
قال الرجل بهدوء : عشرة آلاف دينار فقط
ضحك الوالي طويلا حتى اغرورقت عيناه ، وبقي الشيخ ساكنا كأنه لم يقل شيئاً ،وظل ينظر إلى اللوحة باعتزاز .. قال الوالي : عشرة آلاف دينار 0 هل أنت جاد ؟
قال الشيخ : ولا نقاش في الثمن
لم يجد الوالي في إصرار العجوز إلا ما يدعو للضحك والعجب ..
وخمن في نفسه أن هذا العجوز مختل في عقله ، فظل يسايره وأخذ يساومه على الثمن 0
فأوحى إليه أنه سيدفع في هذه اللوحة ألف دينار والرجل يرفض فزاد ألفا ثم ثالثة ورابعة
حتى وصل إلى التسعة آلاف دينار والعجوز ما زال مصرا على كلمته التي قالها ،ضحك الوالي وقرر الانصراف ، وهو يتوقع أن العجوز سيناديه إذا انصرف ،ولكنه لاحظ أن العجوز لم يكترث لانصرافه 0 وعاد إلى كرسيه المتهالك فجلس عليه بهدوء .
وفيما كان الوالي يتجول في السوق فكر .
لقد كان ينوي أن يفعل شيئاً تأباه المروءة 0 فتذكر تلك
الحكمة ( فكر قبل أن تعمل )
فتراجع عما كان ينوي القيام به 0 ووجد انشراحا لذلك .
وأخذ يفكر وأدرك أنه انتفع بتلك الحكمة ، ثم فكر فعلم أن هناك أشياء كثيرة ،
قد تفسد عليه حياته لو أنه قام بها دون أن يفكر .
ومن هنا وجد نفسه يهرول باحثاً عن دكان بايع الحكمة

 

 

   

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2016, 02:58 AM   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
عضو ساحات
 
إحصائية العضو

مزاجي:










حور غير متواجد حالياً

آخـر مواضيعي
 



أنثى

التوقيت

إحصائية الترشيح

عدد النقاط : 10
حور is on a distinguished road


 

يعطيـكـ ألف عـآفيـه..
قصهـ رآئـعـهـ ومميـزه ،..
سلم قلمـك الذي دائمـآ مـايتحفنـآ بـِ المميـز

 

 
























التوقيع

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

   

رد مع اقتباس
قديم 05-06-2016, 09:55 AM   رقم المشاركة : 3

 

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حور مشاهدة المشاركة
يعطيـكـ ألف عـآفيـه..
قصهـ رآئـعـهـ ومميـزه ،..
سلم قلمـك الذي دائمـآ مـايتحفنـآ بـِ المميـز

نحن في مدرسة الحياة نتعلم
والعاقل
من كان في نصحه صادقا ومتقبلا لابسط المواعظ
ولا يحتقر النصيحة الا من جهل معناها 0
اشكر لك مرورك وتفاعلك وتقبلك لما اطرح 0
تقبل شكري واحرامي

 

 

   

رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir