~
كتب م. طلال القشقري في جريده المدينه ..
في خضم دعوات مقاطعه الدجاج لترخيص اسعاره ,
اشتريت دجاجه حيه وسمينه بالهرمونات والاعلاف
الرديئه , بسعر مرتفع هو 17 ريال كي تطبخها بعلتي
العزيزه رزا بخاريا لذيذا !
وقبل ذبحها بكت وذرفت نهرا من الدموع ثم قالت لي :
لدي عرض لك يابن ادم وحواء , سازودك بنصائح
مفيده لك ولقومك للقضاء التام على الغلاء , سواء
غلاء الدجاج او غيره من السلع , بشرط ان تعتقني
ولا تاكل لحمي وترمي عظمي لقطط جده المتشرده
فوافقت على الفور وقلت لها هات ما عندك !.
قالت : يزور الغلاء لو تاب الناس عن معاصيهم
فالمعاصي من اعظم اسبابه ان لم تكن الاعظم
ولو صدق التاجر واستودع الامانه في بيعه وشرائه
مثلما حث عليه النبي الكريم في الحديث الذي رواه
الترميذي : ( التاجر الصدوق الامين مع النبيين
والصديقيين والشهداء ) !.
ولو اخرج الاثرياء زكاه اموالهم , فمنعها كفيل
بحصول الغلاء !
ولو نشط الناس لصالح وطنهم واكثروا من العمل
والانتاج في كل المجالات فالكسل صديق الغلاء !
ولو توظف العاطلون , فالبطاله اخت الكسل الذي
هو صديق الغلاء !
ولو تضرع الناس لربهم حث التضرع عند استسقائهم
للمطر , فالجدب هو رفيق درب الغلاء !
ولو اتخذت الوزارات والجهات الانظمه السريعه والصحيحه
والفعاله التي تحول دون احتكار التجار وجشعهم وتلاعبهم
بالاسعار , فهذه هي ايقونات الغلاء .
ولو انعدمت المعامله البنكيه غير المجازه شرعا , فهي
سر الغلاء !
ولو قلل الاعلام من الدعايه للسلع بما يشهرها ويضمها لقائمه الغلاء !
ولو هجر الناس التبذير , فهو اخو الشيطان الذي يوز
على الغلاء ..
انا ذهلت من حكمه الدجاجه , فشكرتها واعتقتها .
وجلست متاملا نصائحها مما لو طبقناها لكان الغلاء في خبر كان , وكنا في هناء , لكن ( لو ) ماتعمر بيتنا !
مع تحيات : ابو عبدالرحمن