قال تعالى :
(( واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا ))
و قال صلى الله عليه و سلم : 
" أوصيكم بتقوى الله عز و جل و السمع و الطاعة و إن تأمر عليكم عبد حبشي ،
فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء 
الراشدين المهديين تمسكوا بها و عضوا عليها بالنواجذ ، و إياكم و محدثات 
الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، و كل بدعة ضلالة ، و كل ضلالة في النار "
لذلك فالفرقة الناجية هي :
- الفرقة الناجية هي التي تلتزم منهاج رسول الله صلى الله عليه
و سلم في حياته ، و منهاج أصحابه من بعده ، و هو القرآن الكريم 
الذي أنزله الله على رسوله صلى الله عليه و سلم .
- الفرقة الناجية تعود إلى كلام الله و رسوله صلى الله عليه و سلم 
حين التنازع و الاختلاف عملا بقوله تعالى : 
(( فإن تنازعتم في شيء فرُدوه إلى الله و الرسول إن كنتم تؤمنون
بالله و اليوم الآخر * ذلك خير و أحسن تأويلا ))
-الفرقة الناجية لا تقدم كلام أحد على كلام الله و رسوله صلى الله 
عليه و سلم ، عملا بقوله تعالى : 
(( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يديِ الله و رسوله * و اتقوا الله إن الله سميع عليم ))
و قال ابن عباس رضي الله عنه : 
( أراهم سيهلكون .. أقول : قال النبي صلى الله عليه و سلم ، و يقولون : 
قال أبو بكر و عمر )
- الفرقة الناجية تعتبر التوحيد ، و هو إفراد الله بالعبادة كالدعاء و الاستعانة 
و الاستغاثة وقت الشدة و الرخاء ، و الذبح و النذر ، و الحكم بما أنزل الله ،
و غير ذلك من أنواع العبادة هو الأساس الذي تبنى عليه الدولة الإسلامية الصحيحة ،
و لا بد من إبعاد الشرك و مظاهره الموجودة في أكثر البلاد الاسلامية ، لأنه من 
مقتضيات التوحيد ، و لا يمكن النصر لأي جماعة تهمل التوحيد ، و لا تكافح الشرك 
بأنواعه ، أسوة بالرسل جميعا و برسولنا صلى الله عليه و سلم.
- الفرقة الناجية يحيون سُنن الرسول صلى الله عليه و سلم في عبادتهم و سلوكهم 
و حياتهم فأصبحوا غرباء بين قومهم ، كما أخبر عنهم رسول الله صلى الله عليه 
و سلم بقوله :
" إن الاسلام بدأ غريبا و سيعود غريبا كما بدأ ، فطوبى للغرباء"
- الفرقة الناجية لا تتعصب إلا لكلام الله و كلام رسوله صلى الله عليه و سلم المعصوم
الذي لا ينطق عن الهوى ، أما غيره من البشر مهما علت رتبته ، فقد يخطئ لقوله 
صلى الله عليه و سلم :
" كل بني آدم خطاء و خير الخطائين التوابون" 
- الفرقة الناجية هم أهل الحديث الذين قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيهم : 
"لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي  أمر الله " . 
- الفرقة الناجية تحترم الأئمة المجتهدين ، ولا تتعصب لواحد منهم ، بل تأخذ الفقه
من القرآن و الأحاديث الصحيحة ، و من أقوالهم جميعا إذا وافق الحديث الصحيح ، 
و هذا موافق لكلامهم ، حيث أوصوا أتباعهم أن يأخذوا بالحديث الصحيح ، و يتركوا  كل قول يخالفه. 
- الفرقة الناجية تأمر بالمعروف ، و تنهى عن المنكر ، فهي تنكر الطرق المبتدعة 
و الأحزاب الهدامة التي فرقت الأمة ، و ابتدعت في الدين و ابتعدت عن سنة الرسول
صلى الله عليه و سلم و أصحابه . 
- الفرقة الناجية تدعو المسلمين أن يكونوا من المتمسكين بسنة الرسول صلى الله
عليه و سلم و أصحابه حتى يكتب لهم النصر ، و حتى يدخلوا الجنة بفضل الله سبحانه 
و شفاعة رسوله صلى الله عليه و سلم بإذنه عز وجل. 
- الفرقة الناجية تنكر القوانين الوضعية التي هي من وضع البشر ، لمخالفتهم حكم 
الإسلام ، و تدعو إلى تحكيم كتاب الله الذي أنزله الله لسعادة البشر في الدنيا 
و الآخرة ، و هو أعلم سبحانه و تعالى بما يصلح لهم ، و هو ثابت لا تتبدل أحكامه 
على مدى الأيام ، و لا يتطور حسب الزمان ، و إن سبب شقاء العالم عامة و العالم
الإسلامي خاصة و ما يلاقيه من متاعب و ذل و هوان هو :
تركه الحكم بكتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم ، و لا عز للمسلمين 
إلا بالرجوع إلى تعاليم الإسلام أفرادا و جماعات ، و حكومات ، عملا بقوله  تعالى : 
(( إن الله لا يُغيّرُ ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ))
- الفرقة الناجية تدعو المسلمين جميعا إلى الجهاد في سبيل الله و هو واجب على
كل مسلم حسب طاقته و استطاعته ، و يكون الجهاد بما يلي : 
1 - الجهاد باللسان و القلم :
بدعوة المسلمين و غيرهم إلى التمسك بالإسلام الصحيح ، و التوحيد الخالي من 
الشرك الذي انتشر في كثير من البلاد الإسلامية ، و الذي أخبر عنه الرسول صلى 
الله عليه و سلم بأنه سيقع بين المسلمين فقال :
"لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين ، و حتى تعبد قبائل من  أمتي الأوثان" . 
2 - الجهاد بالمال : 
و يكون بالإنفاق على نشر الإسلام ، و طبع الكتب الداعية إليه على الوجه الصحيح ، 
و يكون بتوزيع المال على المؤلفة قلوبهم من ضعفاء المسلمين لتثبيتهم ، و يكون 
بتصنيع و شراء الأسلحة ، و المعدات للمجاهدين ، و ما يلزمهم من طعام و كساء و غير ذلك . 
3 - الجهاد بالنفس : 
و يكون بالقتال و الاشتراك في المعارك لنصرة الاسلام ، و لتكون كلمة الله هي 
العليا ، و كلمة الذين كفروا هي السفلى و قد أشار الرسول الكريم إلى هذه الأنواع 
فقال : "جاهدوا المشركين بأموالكم و أنفسكم و ألسنتكم "
و حكم الجهاد في سبيل الله على أنواع : 
أ- فرض عين : 
و يكون ضد العدو المهاجم لبعض بلاد المسلمين كفلسطين التي اغتصبها اليهود 
المجرمون ، فالمسلمون المستطيعون آثمون حتى يُخرجوا اليهود منها ، و يُعيدوا 
المسجد الأقصى للمسلمين بما يستطيعون من المال أو النفس . 
ب - فرض كفاية : إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الباقين ، و يكون في تبليغ 
و نقل الدعوة الإسلامية إلى سائر البلاد حتى يحكمها في الإسلام . و من وقف 
في طريقها قوتل حتى تسير الدعوة في طريقها.
 
اللهم اجعلنا جميعا من الفرقة الناجية واحيينا على كلمة التوحيد 
واقبضنا عليها واحشرنا مع أهلها