جلـد الـذات
شعور سلبي يتنامى دائماً في أوقات الهزائم و الإحباطات بسبب مناخ الهزيمة
عندما يخيم على الأجواء بحيث تتوارى النجاحات
( و التي غالبا ما تكون قليلة أو باهتة )
و يتصدر الفشل واجهة الصدارة .
و الشعور السلبي المتمثل في جلد الذات ينبع من رغبة دفينة
بالتغلب على الفشل ولكن ليس عن طريق مواجهته وإنما بالهروب منه
( أو ما يعرف بالهروب إلى الداخل حيث ينزوي الإنسان
ويتقوقع داخل هذا الحيز الضيق من الشعور بالعجز و الفشل )
و ذلك لعجز الفرد ( أو الأمة ) عن إدراك مواطن قوته و مواطن ضعفه
و أيضاً مواطن قوة و ضعف أعدائه ( أو تحدياته )
و يسرف بدلا ًمن ذلك في تهميش كل قوة له
و يعطى لعدوه ( أو تحدياته قوة أكثر بكثير مما هي عليه في الحقيقة ) .
و كما ترون فجلد الذات هو حيلة العجز و مطية الفشل و مهرب الجبن .
و دائماً ما تكون هناك حجج لتبرير الشعور بالعجز ذات أسماء براقة للتمويه
و خداع النفس ( أو خداع الآخرين) مثل الواقعية أو مسايرة الأحداث
أو الرضا بالأمر الواقع .
فإذا كان الضعف و الهزيمة النفسية و المعنوية
( و ربما الحسية ) هما الدافعان لجلد الذات ..
فما غاية و منتهى جلد الذات ؟
الغاية و المنتهى هما التقوقع و الانحسار داخل بوتقة الانهزام
مروراً بفقدان الأمل وصولاً إلى فقدان الرؤية و الطموح
و انتهاءً بالتلذذ باجترار مرارة الألم حتى إدمانها .
نقـد الـذات
شعور إيجابي ناضج يتلمس معرفة مواطن القوة و مواطن الضعف بصدق و موضوعية ،
أي أنه يقيسها و يقيمها و لا يهمشها أو يتخيلها .
و نقد الذات ليست له أوقات محددة
و لكن له عقليات محددة تجيد قراءة نفسها و محيطها
و بالتالي لا تخشى مواجهة الأعداء أو التحديات
و إنما تأخذ بأسباب النجاح و الوصول إلى الهدف
عن طريق التخطيط الجيد و الاستفادة من أخطاء الماضي .
و نقد الذات ليس " هروباً " إلى الأمام كما قد توحي المقارنة مع جلد الذات
حيث أن الهروب إلى الأمام يتضمن بعض الشجاعة
و لكنه هروب اليائس من النصر فيفر للأمام لعله يجد حتفه فيرتاح
أو لعله لم يجد مهرباً إلى الخلف ففر للأمام
و نقد الذات يسد الطريق على الهزيمة النفسية التي تأتي من الاستسلام
لنوازع و دواعي الفشل
و يزرع في النفس ( و في الأمة ) بذور المقاومة و الوعي
و يمدها بالمناعة و التحصينات اللازمة لمقاومة أعدائها و مجابهة تحدياتها .
و نقد الذات لا يحتاج إلى حجج أو مبررات أو تسميات
و إنما يستمد قوته من إحساس داخلي عميق بالقوة
و بالقدرة على المواجهة نما من يقين و إيمان تام
بأن أسباب القوة و المواجهة المظفرة كامنة في النفس
تحتاج فقط لمجرد استنفار و ليس إيجاد من عدم .
و الشعور الإيجابي المتمثل في نقد الذات ينبع من إيمان صادق
و مبدأ ثابت و رغبة حقيقية في النجاح مما يعطيه الدفعة و القوة
و " الثقة " للوصول إلى الهدف ، و الهدف هنا هو القناعة الذاتية
و التثبت الداخلي من توفر إمكانية النصر و بالتحديات
و هى الركن الركين و أهم أسباب القوة
فعندما يعرف عدوك أنك لا شك منتصر
فمن البديهي أن يوقن أنه لا شك منهزم .
ســهـ نجم ـــيل