••••••••••••••
 
 
 
 
يا لسانى ... يا قِطعةٌ مِنِّى 
...
أبعثُ إليكَ برسالة ،، فيا ليتك تعيها ،، و تفهمها 
جيداً ،، فانتبه لكلامى ..
 
يا لسانى ... أنتَ سببُ سعادتى و هنائى ،، أو سببُ تعاستى و شقائى 
..
فماذا ترضى لى ... ؟ 
أترضى لى الذنوبَ و الآثام و العذاب ،، أم ترضى لى الحسناتِ و الثواب .. ؟أترضى لى الخـيرَ أم الشـر .. ؟ 
أترضى لى الجنةَ أم النار .. ؟ 
يا لسانى ... اعلم أَنِّى 
مُحَاسَبَةٌ على كُلِّ كلمةٍ تنطقُ بها .. فلا تقل إلا خيراً ، فإنك فى الآخرة 
ستشهدُ لى أو عَلَىّ ..
أَمَا علمتَ قولَ النبى صلى الله عليه و سلم :
(( و هل يَكُبَّ الناسَ فى النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم )).
 
و أنتَ تعلم أَنِّى لا أُطيقُ النار ،، 
أنا أضعف من ذلك بكثير ... !
يا لسانى ... أَمَا علمتَ قولَ رَبِّكَ سبحانه و تعالى :
(( مَا يَلفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ))
 
فلا تتكلم إلا بما فيه مَصلحة .
يا لسانى ... لا تغتب أحداً ، فإنَّ رَبَّكَ جَلَّ و عَلا نهاك عن الغِيبة فقال :
(( و لا يَغْتَب بَعْضُكُم بَعُضَاً )) 
 
يا لسانى ... لا تَنِمّ ،، فانميمة مُحَرَّمَة ،
و قد قال رسولُنا صلى الله عليه و سلم :
(( لا يدخل الجنةَ نَمَّام )) .
يا لسانى ... لا تكن كَذَّاباً ، 
فقد قال نبيك صلى الله عليه و سلم :
(( و إنَّ الكذبَ يهدى إلى الفجور ، و إنَّ الفجورَ 
يهدى إلى النار ، و إنَّ الرجلَ ليكذب حتى يُكتَبَ عند الله كَذَّاباً )) 
 
أيَسُـرُّكَ أنْ أُكتَبَ عند الله كَذَّابَة ...
لاااااااا 
فاحذر الكذب ، و تحرَّى الصِّدق ، و اجعله شعارك مهما 
كَلَّفَك ذلك و مهما كَلَّفَنى .
لا تقل إلا حقاً ،، و لا تنطق إلا صِدقاً .
يا لسانى ... إياكِ و شهادة الزُّور ، 
فقد قال رَبُّكَ سبحانه :
(( و اجتنبوا قَوْلَ الزُّور )).
و أثنى سبحانه و تعالى على عباده فقال :
(( وَ الَّذِينَ لا يَشهَدُونَ الزُّورَ )) .
و 
عن أبى بَكْرَة - رضى الله عنه - قال : قال رسولُ الله صلى الله عليه و سلم 
:
(( ألا أُنبئكم بأكبر الكبائر ؟ )) 
قلنا : بلى يا رسولَ الله ، قال : 
(( الإشراك بالله ، و عقوق الوالدين )) 
و كان مُتكئاً فجلس فقال :
(( ألا و قول الزُّور ، و شهادة الزُّور )) 
فما زال يُكَرِّرها حتى قلنا : ليته سكت . 
فاحذر يا لسانى أن تشهدَ زُوراً ، فإنَّ ذلك يُغضِبُ 
رَبِّى عليك ،، و أنتَ جُزءٌ مِنِّى .
يا لسانى ... 
إيَّاكِ أن تلعنَ أو تَسُب ، فالمؤمن ليس بلعَّان كما أخبر بذلك النبىُّ صلى الله عليه و سلم فى قوله :
(( ليس المؤمن بالطَّعَّان ، و لا اللعَّان ، و لا الفاحِش ، و لا البذئ )) .
 
فلا تلعن إنساناً مهما كان عاصياً ، و لا تلعن حيواناًو لا طيراً و لا غيره .
طَهِّر نفسك من اللعن .. 
 
و لا تَسُبّ ميتاً ، فقد نهاك نبيك صلى الله 
عليه و سلم عن سَبِّ الأموات فقال :
(( لا تَسُبُّوا الأموات ، فإنهم قد أفضوا إلى ما قَدَّموا )) .
يا لسانى ... لا تدعوا على أحدٍ مهما بلغ من المعاصى
و الذنوب ، بل ادعُ له بالهِداية .
يا لسانى ... احفظ نفسك ، و لا تنطق إلا خيراً ، فإنْ لم تجد ما تنطق به 
فالصمتُ أولى و أحسن فى حقك ، و قد قال نبينا صلى الله عليه و سلم :
(( مَن كان يُؤمنُ بالله و اليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمُت )) .
أَمَا سمعتَ لقول الصحابىِّ الجليل عبدالله 
بن مسعودٍ رضى الله عنه :
{ و اللهِ الذى لا إله إلا هو ليس شئٌ أحوج إلى طُول سِجنٍ من لسانى } .
و كان يقول : 
{ يا لسان ، قُل خيراً تغنم ، و اسكت عن شَرٍّ تسلم ، مِن قبل أن تندم } .
و صدق و اللهِ فى كلامه ... صدق ... فيا لسانى انتبه لقوله ، و خُذ به ، و اعمل بمضمونه 
يا لسانى ... إنى أخشى عليك النار ،، و 
أخافُ من غضب الجَبَّار ،، و أريدُ لك النعيم ،، و أخشى عليك العذابَ الأليم 
يا لسانى ... اعزِم من الآن على الصمت عن كُلِّ شَـر ،، و عدم النُّطق بما يَضُـر .
اعزِم على النُّطق بما 
فيه الخيرُ و المَصلحة ، و الصمت عَمَّا فيه مَفسدَة 
إيَّاك أنْ تتأثر بِمَن حَولك .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثر بالمُغتابين و النَّمَّامين .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثر بِمَن ينشرون الشائعات ، و لا يُراعون الحُرُمات .. !
إيَّاكَ أنْ تتأثر بالأَفَّاكين .. !
أو تنضم لفِئة الكَذَّابين .. !
يا لسانى ... احفظ نفسك و احفظنى ... و لا تُهمِل رِسالتى فتُهلكنى 
يا لسانى ... إِنِّى أُريدك أنْ تُصبحَ قائداً لى 
يقودنى إلى الخير ، و يأخذ بيدى للجنة ، و يسعى جاهداً فى صلاحى 
يا لسانى ... أكثِر مِن ذِكر الله ، فهو واللهِ مَنجاة ..
حافِظ على الأذكار بالليل و النهار ...
فإنِّى آمَلُ فيكَ الخير ، و إنكَ لراغبٌ فيه .
فابدأ مِن الآن ،، و تُبْ ،،
و قُـل :
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
أستغفرُ اللهَ و أتوبُ إليه .
 
 
♦♦♦♦