منذ نعومة أظفار أطفالنا ونحن نلقنهم ( ماما ، بابا، عيب، أح، كخ ..... )
وغيرها عبارات الترغيب والترهيب حبا وخوفا عليهم من أي خطر يحدق بهم،
وهذا شيء عادي لدى أي مجتمع أو أمة من الأمم،
إلا أن فينا من لا زالوا يعلمون أطفالهم في دروس خصوصية حازمة ولازمة
يتخللها العقاب الصارم لو لم يعي الطفل تلك الدروس،
والتي من أهمها تنبيه الطفل كيف يخفي على الآخرين اسم أمه أو أخته،
وإفهامه أن الأمر جريمة مضاعفة إذا ما عرف زملاء الأب ومعارفه اسم الأم أو الأخت أو الزوجة،
وبالتالي فالطفل بقدر ما انغرس فيه حب أمه وأخته
فقد انغرس فيه أيضا أن ذلك الحب يجب تتويجه بألا يعرف أحد اسم أحد من محارمه،
وأول اختبار يواجهه لمعرفة مدى التزامه بالوصية ما يقوم به من مجهود داخل المدرسة
لإخفاء أسماء محارمه والتحفظ عليها حتى أمام أقرانه الأطفال.
هناك من يذهب بزوجته أو أمه أو أخته للمشفى ويجلس في الانتظار
وما أن ينادي المنادي باسم زوجته أو أخته أو أمه إلا وتجده
قد تلفت يمنة ويسرة لعله لا يكون ضمن الحاضرين أحد يعرفه
فينفضح أمره وينكشف سره الخطير.
وأتذكر أن شابا أراد السفر مع بعض أصدقائه للخارج
وتحولت الرحلة إلى مهمة استخبارية لكل منهم
لمحاولة معرفة اسم والدة الآخر من خلال جواز السفر ..
هذه العادة المتأصلة فينا تحتاج منا جميعا إلى وقفة حقيقية
نراجع فيها أنفسنا فالقرآن الكريم ذكر أسماء نساء،
والجميع يعرف أسماء زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وبناته وأمه
وكذلك أسماء الصحابيات الجليلات،
وبعضنا لا زال يرى حرجا في ذكر اسم أمه أو زوجته أو أخته أو ابنته أمام الآخرين،
وهن من يجب علينا أن نفتخر بهن كونهن أمهاتنا وأمهات أطفالنا وأخواتنا وبناتنا،
خصوصا أن هذه العادة لا أصل لها في الدين ولا في التقليد والتراث.
فكثير من العرب يعتزون بالنساء،
خصوصا أن هذه العادة لا أصل لها في الدين ولا في التقليد والتراث،
فهم يعتزون بالنساء ومن القبائل من تدعى باسم امرأة
ومن الرجال المشهورين من يكنى باسم امرأة،
فمن أين جاء هذا الحرج من أسماء النساء؟.
راجح ناصر البيشي ــ جدة