تــأمــــلات فـي ســورة يـوســـف
" لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين "
قال: أخاف أن يأكله الذئب , 
فقالوا : أكله الذئب فلا تأسف . فكأنه هيا لهم الحجة . حينما ضلوا في المحجة .
وجاؤا على قميصه بدم كذب . لأن الذئب ما خلع الثوب . 
بل شقه وسحب , والذئب لا يفتح الأزرار . بل يمزقها بلا وقار.
لو علمت القافلة بمكانة يوسف : ما قالوا : 
يا بشرى هذا غلام , بل قالوا : يا بشرى هذا إمام , وولي مقدام , وسيد همام .
يوسف لديه جمال وجلال , فردعه وازع الجلال , 
عن نوازع الجمال , لما قال : معاذ الله وحماه ربه وتولاه .
لو ترك يوسف كلمة اذكرني عند ربك وذكر هو ربه , لكشف كربه , وأزال خطبه , وأسعد قلبه.
في سورة يوسف قميص بريء من الذئب , 
وقميص برئ من العيب , وقميص مضمخ بالطيب .
فالأول : قميص يوسف وقد مزقه الإخوان ... 
والثاني : قميصه وقد مزقته امرأة السلطان ... 
والثالث : قميصه وقد ألقي على يعقوب فأبصرت العينان .
يوسف شاب من العزاب تعرضت له امرأة  ذات منصب وجمال وحسن ودلال 
فغلقت الأبواب ورفلت في أبهى الثياب , 
فتذكر يوم القيامة وساعة الندامة , فقال :
 أواه معاذ الله , فمنعه الله وكفاه ,
 وأنت تتعرض للنساء صباح  ومساء , 
غرك الوجه المبرقع والحسن المرقع ولا تحذر وتتوقع...
يوسف تخرج من جامعة ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى ),
 وأنت تخرجت من جامعة : يشكو العيون السود قلبي والهوى .
وا أسفي على منهج يوسف , في هذا الواقع المؤسف , 
صورة عارية وكأس وجارية وشهوات سارية , 
كلها تقول : هيت لك , وليس عند الجيل صرخة معاذ الله – إلا من هدى الله - .
الآن حصحص الحق وبان الفرق 
فيا شباب الصدق قولوا في أحسن نطق : معاذ الله .
مـن عــاذ بــالله أعــــاذه , وأكــرم مــلاذه... 
منقول بتصرف للشيخ عايض القرني