الزهرةُ البيضاءُ
ـ في زاويةِ الحقلِ حاصرَتِ الأشواكُ زهرةً بيضاءَ تفتّحتْ في الربيعِ..
ـ بكتِ النحلاتُ..، بكتِ الفراشاتُ، بكتِ البلابلُ والعصافيرُ.. بكى طيرُ الكناريّ الذي كانَ يقفُ على غصنِها، ويشمُّ عطرَها ويغنّي منتشياً بجمالِها وعطرِها.
ـ قالَ طيرُ الكناريُّ: ماذا سنفعلُ؟ الأشواكُ تلتفُّ حولَ جذعِها، وستخنقُها حتماً، إنّ الدموعَ وحدَها لا تُنقذُها يا جماعةُ..
وخطرتْ في رأسِ البلبلِ فكرةٌ فقالَ:
دعونا نذهبْ إلى الفلاحِ ونقولُ لـهُ: إنّ الزهرةَ البيضاءَ في خطرٍ لا بلْ الحقلُ كلُّه في خطرٍ.. الأشواكُ تزحفُ عليه، فأينَ ذراعُك ومسحاتُكَ؟.
ـ وبالفعلِ صاغَ البلبلُ هذهِ الفكرةَ بكلماتٍ جميلةٍ عذبةٍ ولحنٍ رقيقٍ، وأخذَ يغنّي أمامَ الفلاّحِ..
ـ ابتسمَ الفلاحُ وهزّ رأسُه، ثم أخذَ مسحاتَهُ وتوجّه لإنقاذِ الزهرةِ البيضاءَ من الأشواكِ.
للقاص زهير رسام ...........