يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ

اهداءات ساحات وادي العلي







العودة   ساحات وادي العلي > ساحة الثقافة الإسلامية > الساحة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
قديم 01-01-2010, 02:41 PM   رقم المشاركة : 1
نواب إبليس


 




لا تخلو الأرض من قائم بأمْرِ الله ..

كما لا تخلو من وارِث لمهنة إبليس !

فالنوع الأول ورّاث الأنبياء .. يَدْعُون مَن ضَلّ إلى الْهُدى ،

ويصبرون منهم على الأذى ويُبَصِّرون بنور الله أهل العمى ،

فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه ، ومن ضال جاهل قد هدوه ،

فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم

ينفون عن كتاب الله تأويل الجاهلين ، وتحريف الغالين ، وانتحال المبطلين .

قال ابن القيم رحمه الله :

ولولا ضمان الله بحفظ دينه وتكفّله بأن يُقيمَ له من يجدد أعلامه ،

ويُحيى منه ما أماته المبطلون ، ويُنعش ما أخْمَله الجاهلون ،

لهُدِّمت أركانه وتداعى بنيانه ، ولكن الله ذو فضل على العالمين
. اهـ .



والنوع الثاني نُوّاب إبليس .. يُخلِصون له العمل !

ويَخْلُصُون إلى ما لا تَخْلُص إليه الأباليس !

ذلك أن مردة الشياطين تُربّط وتُصفّد في شهر رمضان ..

وأولئك لا يُربَطون ولا يُقيَّدُون !

فلا زاجِر لهم من دِين ، ولا ناهي لهم من عقل !

يَهتزّ إبليس لِطَلْعَة وجه أحدهم !

وإذا رأى إبليسُ طلعةَ وجهه = حَيّا وقال : فَدَيتُ مَنْ لا يُفْلِحُ !

يَدْعُون الناس إلى كل فاحشة ورذيلة !

يُجاهِرون بالمعاصي ، ويَجهَرون بالفسُوق

قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :

إن المنافقين اليوم شرٌّ منهم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ،

كانوا يومئذ يُسِرُّون واليوم يَجْهَرُون
.

اتّخذوا القَينات سلاحا ، والمعازف وسيلة .. واللذة والنشوة غاية وهَدَفاً !

فالغاية عندهم تُسوِّغ الوسيلة !

غناء وغانية !

واختلاط وسُفور !

واحتفال ومَهرَجان !

وتِلك - لَعَمْر الله - أسلحة إبليس! لإفساد وإضلال بني آدم !

أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :

كانتِ الجاهليةُ الأولى فيما بين نوحٍ وإدريسَ عليهما السلام ، وكانتْ ألفَ سنةٍ ،

وإنّ بَطْنَيْنِ من ولدِ آدمَ كان أحدُهما يَسْكُنُ السَّهْلَ ،

والآخرُ يَسْكُنُ الجبَلَ ، فكان رجالُ الجبلِ صِبَاحا ، وفي النساء دَمَامَةٌ ،

وكان نساءُ السَّهْلِ صِبَاحا ، وفي الرِّجَال دَمَامَةٌ ،

وإن إبليسَ أتى رَجُلاً مِن أهلِ السَّهْلِ في صُورةِ غُلامٍ فَأَجَّرَ نَفْسَه ، فكان يَخْدُمُهُ ،

واتَّخَذَ إبليسُ شَبَّابَةً مثل الذي يَزْمُرُ فيهِ الرِّعَاءُ ،

فجاءَ بَصَوتٍ لم يَسْمَعِ الناسُ بِمِثْلِهِ ، فَبَلَغَ ذلك مَن حَولَهُ ، فَانْتَابُوهُم يَسْمَعُون إليه ،

واتَّخَذُوا عِيداً يَجْتَمِعُونَ إليه في السَّنَةِ ، فَتَبَرَّجَ النساءُ للرِّجَالِ ،

وَتَبَرَّجَ الرِّجَالُ لهن ، وإن رَجُلاً مِن أهلِ الجبلِ هَجَمَ عَليهِم في عِيدِهم ذلك فَرَأى النساءَ وَصَبَاحَتِهِنَّ ،

فأتى أصحابَهُ فأخْبَرَهم بِذَلِكَ ، فَتَحَوّلُوا إليهِنّ ، فَنَزَلُوا مَعَهُنَّ ،

وَظَهَرَتِ الفاحشةُ فيهن ، فهو قول الله :


(وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) .

شَبَّابَة : نوعٌ مِن المزامير !

فانظر - بِعين بصيرتك - بِمَ استعانَ إبليسُ على الفسادِ والإفساد ؟

بأيِّ وسيلةٍ ؟ أم بأيِّ طريقة ؟

استعان على إفساد الناس بغناءٍ وأعيادٍ وخروج نِساء ؟!

وهذه الثلاث :

( الغِناءَ والطَّرَب ، والأعيادَ الْمُحدَثةِ الْمُبتَدَعة ، وإخْراجَ النساء )

هي أسلحةُ إبليس ، وبها يُلوِّحُ وَرَثَتُه ! فيُنادُون بها ، ويُطالبِون بِوجودها !

أولئك - كما يقول ابن القيم - : " نُوّابُ إبليسَ في الأرض ،

وهم الذين يُثَبِّطُونَ الناسَ عن طلبِ العلمِ والتفقُّهِ في الدِّين ،

فهؤلاء أضرُّ عليهم من شياطينِ الجن ،

فإنهم يَحُولون بين القلوبِ وبين هُدى اللهِ وطَرِيقِهِ
".

 

 

   

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:48 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir