اعلم أيها الأخ المبارك أن وجودنا جميعًا في هذه الدنيا إنما هو لحظات ...
نعم إنها لحظات قليلة، وأنفاس معدودة، وأعمار قصيرة، وآجال محدودة.
تنقضي وتزول، فكأن أصحابها ما ضحكوا مع الضاحكين،
ولا عمَّرُوا الدور والقصور مع العامرين.
حدثني شيخ كبير (أحسبه من الصالحين ولا أزكي على الله أحدًا)
عن حياته الطويلة (في أنظار الناس) وهي 98 عامًا،
فكأنما هو يقول لي:
دخلت من هذا الباب وخرجت من الباب الآخر.
يا الله ...؟!
كم هم الذين يملون من طاعة علام الغيوب؟
لكنهم لا يملون من مجالس اللهو واللعب والفسوق والعصيان.
أوما سمعنا وصف الله – تعالى – في القرآن للدنيا. اقرأ ، ولا بد أن تقرأ:
(( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ
حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا
أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ
كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ))
[يونس: 24].
واقرأ كذلك:
(( وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ
فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا ))
[الكهف: 46].
إذن فمتاع الدنيا قليل، سرعان ما ينتهي ويزول:
(( فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآَخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ))
[التوبة: 38].
هذه مقدمة لكتيب رائع ... بعنوان
لحظات قبل الوداع
تقرأه كاملاً هنا
تحياتي
...........