قبل ثلاث وثلاثون عاماً ، وفي الدورة الفلكية السابقة ، عندما كان شهر رمضان المبارك يأتي في الصيف ، كمثل هذه الأيام في الوقت الحالي ، وكانت إجازة عيد الفطر المبارك في تلك الأيام من أجمل الإجازات ، ففيها يقضون المغتربون في المدن إجازة العيد مع الأهل والأقارب والأصحاب من قرى الوادي والمتفرقين في جميع مناطق المملكة ، وبهذا التجمع تضيق البيوت بالقادمين ، لدرجة أن قرية مثل قرية المناشلة تضيق بساكنيها القادمين للقرية من المدن المتفرقة ، وكان الحل هو أن يقومو بنصب مخيم في وسط القرية وكأنهم في نزهة والعائلات يتركونهم في البيوت والنشاما من شباب القرية يقومون بكل لوازم الطبخ ،فطور ، غداء ، عشاء ، والقهوة والشاي ..وقاموا بترتيب لكل نشمي عمل يجيد صنعه ، وكان من العادات المتبعة بين الثلاث القرى العبالة والمناشلة والحلة في يوم العيد هي أن يقومو العبالة من بعد الظهر بالمرور على المناشلة في مخيمهم لمعايدتهم ومن ثم يقومون الجميع العبالة والمناشلة ويذهبون للحلة لمعايدتهم والحلة وقرية الرهوة يتجمعون في أكبر المجالس في الحلة لاستقبال القادمين للمعايدة من العبالة والمناشلة وفي وسط المجلس سفرة مستطيلة على طول المجلس ومعدة سلفاً عليها كل مالذ وطاب من فواكه موسمية مثل العنب والحماط والبرشومي ألى جانب التمر والسمن والموز وكل أنواع المكسرات والحلوى بكل أنواعها وكل هذه الأنواع التي عددتها وأكثر موجودة في كل مجلس من مجالس سكان القرية إلى جانب القهوة والشاي ولابد في كل مجلس تدخله من {إسماء العيد }أي لابد من أن تقعد على السفرة وتأخذ شيء ..أي شيء.. وإلاّ يعتبر هذا نقص في صاحب المجلس [ يعني ما إحنا قد المقام وإلاّ سفرتنا ما تعجبك ] وحتى لا تسمع هذا العتاب لا بد من الجلوس ولو كان على حساب صحتك خاصة وان المعدة متعودة على الصيام وفجأة تكبسها في مثل هذه الأيام المباركات والكثير من الناس يصاب بتلبك المعدة ، ولكن الأجمل من كل هذا هو التجمع بين الشباب الذين فرقتهم الأسباب للسعي لطلب الرزق في جميع مدن المملكة وبعد هذه السنوات الطويلة من التفرق تجمعهم هذه المناسبة السعيدة في كل عام لاستعادة ذكريات الطفولة وسنوات الدراسة الأولى في سهرات حتى ساعات الفجر الأولى ورد الزيارة في اليوم الثاني للعيد وفي ضحاه يذهبون الحلة للمناشلة في مخيمهم وعلى سفرتهم يشربون القهوة {ويسمون}عيدهم ومن ثم يقومون الحلة والمناشلة برد زيارة المعايدة للعبالة وذلك في مجلس اللواء علي ابن احمد حتى صلاة الظهرومن ثم يتفرق الجمع ويذهب كل إلى أقاربه للمعايدة ، وهكذا تمضي أيام العيد الجميلة بين الأهل والأقارب ومع الأصحاب وحتى لا أطيل عليكم سأروي لكم في الحلقة القادمة بإذن الله مناسبة حفل زواج في أيام عيد من تلك الأعياد الجميلة والذي أقيم في ذلك الحفل عرضة وذلك بعد انحسار موجة الصحوة الدينية المتشددة التي اجتاحت جبال بني ظبيان وخاصة وادي العلي لمدة عشرين سنة حتى فقد الشباب مهارة تأدية العرضة الجنوبية الرجولية والتي يعتبرونها هوية وطنية يفتخرون بتأديتها في كل المناسبات الوطنية ومع انحسار تلك الموجة المتشددة العاتية وبداية الاعتدال الديني كان ذلك الحفل ... فإلى ذلك الحفل ووصفه ، أتمنى لكم أوقات سعيد ة وإلى اللقاء .
علي بن حسن